هاتِ اِسقِني طالَ بِيَ الحَبسُ - صريع الغواني

هاتِ اِسقِني طالَ بِيَ الحَبسُ
مِن قَهوَةٍ بائِعُها وَكسُ

زِقِيَّةُ الدارِ رُصافِيَّةٌ
أَغلى بِها الشَمّاسُ وَالقَسُّ

كَأَنَّها في الكَأسِ ياقوتَةٌ
وَهيَ إِذا ما مُزِجَت وَرسُ

في مَجلِسٍ لِلقَصفِ رَيحانُهُ
عَينُ المَها وَالبَقَرُ اللُعسُ

وَغادَةٍ كَالبَدرِ مَمكورَةٍ
خالَطَني مِن حُبِّها مَسُّ

أَلسِنَةُ الشَربِ إِذا ما جَرَت
كَأَنَّها أَلسِنَةٌ خُرسُ

هارونُ بَدرٌ لِبَني هاشِمٍ
وَأُختُ هارونَ لَهُم شَمسُ

لا يَبرَحُ الزُوّارُ مِن بابِها
كَأَنَّما ضَمَّهُمُ عُرسُ

حَلَلتِ في الذَروَةِ مِن هاشِمٍ
طابَ لَها المَنبَتُ وَالغَرسُ

يا أُختَ هارونَ أَبوكِ الَّذي
يَقصُرُ عَنهُ القَولُ وَالحَدسُ

طابَ لَكِ العَيشُ عَلى يَومِهِ
هَذا الَّذي يَحسُدُهُ أَمسُ

فَقَد فَصَدَ العِرقَ إِمامُ الهُدى
في ساعَةٍ جانَبَها النَحسُ

في مَجلِسٍ تَمَّت لَذاذاتُهُ
يَعجَزُ عَنهُ الجِنُّ وَالإِنسُ

أَعقَبَهُ اللَهُ سُروراً بِهِ
وَقَرَّتِ العَينانِ وَالنَفسُ