خَليلَيَّ لَستُ أَرى الحُبَّ عارا - صريع الغواني

خَليلَيَّ لَستُ أَرى الحُبَّ عارا
فَلا تَعذُلاني خَلَعتُ العِذارا

وَكَيفَ تَصَبُّرُ مَن قَلبُهُ
يَكادُ مِنَ الحُبِّ أَن يُستَطارا

لَقَد تَرَكَ الوَجدُ نَفسي بِها
تَموتُ مِراراً وَتَحيا مِرارا

كِلانا مُحِبٌّ وَلَكِنَّني
عَلى الهَجرِ مِنها أَقَلُّ اِصطِبارا

إِذا قُلتُ أَسلو دَعاني الهَوى
فَأَلهَبَ في القَلبِ لِلشَوقِ نارا

وَأَحوَرَ وَسنانَ ذي غُنَّةٍ
كَأَنَّ بِوَجنَتِهِ الجُلَّنارا

كَساني مِنَ الحُبِّ ثَوبَ الجَوى
فَصارَ الشِعارَ وَصارَ الدِثارا

أَلَم تَرَ أَنّي بِأَرضِ الشَآمِ
أَطَعتُ الهَوى وَشَرِبتُ العُقارا

شَرِبتُ وَنادَمَني شادِنٌ
صَغيرٌ وَإِنّي أُحِبُّ الصِغارا

وَصِرفَ رُصافِيَّةٍ قَهوَةٍ
تُميتُ الهُمومَ وَتُبدي السِرارا

كُمَيتٍ رَحيقٍ إِذا صُفِّقَت
أَطارَت عَلى حافَّتَيها الشَرارا

لَقَد كِدتُ مِن حُبِّ خَمرِ البَلي
خِ أَن أَجعَلَ الشامَ أَهلاً وَدارا

فَما زِلتُ أَسقيهِ حَتّى إِذا
ثَنى طَرفَهُ نَشوَةً وَاِستَدارا

نَهَضتُ إِلَيهِ فَقَبَّلتُهُ
وَعانَقتُهُ وَحَلَلتُ الإِزارا

وَقَد زادَني طَرَباً نَحوَهُ
مُضاجَعَةُ الياسَمينَ البَهارا

أَتاني لَها شِعرُ ذي قُدرَةٍ
عَلى الشِعرِ قَد قالَ فِيَّ اِقتِدارا

فَقُل لي رِضىً قَد رَضينا بِكُم
وَإِن كُنتُ لَستُ أُريدُ الخِيارا