قَطَعَت قَتولُ قَرينَةَ الحَبلِ - صريع الغواني

قَطَعَت قَتولُ قَرينَةَ الحَبلِ
وَنَأَت بِقَلبِ مُتَيَّمِ العَقلِ

سَبَقَت رُجوعَ السَجفِ نَظرَتُهُ
فَأَصابَ غِرَّةَ شادِنٍ طِفلِ

لَولا تَخَفُّرُها لَأَطعَمَنا
فيها مَعارِضُ ضَحكَةِ البَذلِ

رَفَعَت بِمَنكِبِها الشَمالُ ذُيو
لَ الخِدرِ دونَ نَواعِمٍ نُجلِ

فَاِرتَعنَ مُبتَدِراتٍ مُثقَلَةَ ال
أَردافِ فَعمَةَ مَكمَنِ الحِجلِ

أَنهَضنَها مَثنى خَلاخِلِها
مَثنى غَدائِرِ فاحِمٍ جَثلِ

فَسَتَرنَها بِأَكُفِهِنَّ وَقَد
نَفَذَت مَرامِيَ صائِبِ النَبلِ

تَبِعَ الصِبا وَقَضى بِنَظرَتِهِ
وَطَراً وَساوَرَ خُطَّةَ القَتلِ

وَفَتىً يَعُدُّ اللَيلَ رَوحَتَهُ
سَبعُ الهُمومِ لِذِكرِها مُشلِ

كَلَّفتُهُ ما فَوقَ طاقَتِهِ
دُلَجاً تَنالُ حَفيظَةَ الفَسلِ

فَتَنَجَّزَ الهِمّاتِ مَوعِدَها
وَاللَيلُ مُعتَكِفٌ عَلى رِجلِ

أَخَذَ السُرى وَكَبا النُعاسُ بِهِ
فَكَأَنَّهُ رَحلٌ عَلى الرَحلِ

وَهَجيرَةٍ أَدرَجتُ مَوقِدَها
وَبُطونُها وَظُهورُها تَغلي

بِنَجاءِ ناجِيَةٍ يَسورُ بِها
هادي النَجيبِ وَهامَةُ الفَحلِ

تَنجو بِجَنَّةِ أَولَقٍ وَخُطىً
عَجَلَ الصِبا وَدِلالَةَ الهِقلِ

راحَت فَما عَرَضَ الصَباحُ لَها
إِلّا وَقَد هَتَكَتهُ مِن قُبلِ