سَلاهُ لِمَ اِستَبقى وِصالَ الكَواعِبِ - صريع الغواني

سَلاهُ لِمَ اِستَبقى وِصالَ الكَواعِبِ
وَقَد دَبَّ رَيعُ الشَيبِ بَينَ الذَوائِبِ

بَدَت شَيبَةٌ في رَأسِهِ فَكَأَنَّما
بَدَت لِحُلولِ الشَيبِ إِحدى المَصائِبِ

وَما ريعَ حَتّى لاحَ لِلشَيبِ عارِضٌ
عَلَيهِ وَشامَتهُ أَكُفُّ الخَواضِبِ

وَما عَدِمَ السُلوانَ حَتّى تَعَرَّضَت
لِعَينَيهِ إِحدى المُبرِقاتِ الخَوالِبِ

قِفا نُلبِس الأَطلالَ مِنّا نَجِيَّةً
وَنُؤذِن بِتَسليمٍ وَإِن لَم نُجاوِبِ

إِذا عَرَّسَ الرُكبانُ غِبَّ سُراهُمُ
رَمَتنا بِها أُمُّ النَجا وَالسَباسِبِ

هَوىً كانَ ميعادَ الصَفاءِ تَقاذَفَت
بِهِ عَن هَوانا نِيَّةٌ لَم تُقارِبِ

فَتىً في يَدَيهِ لِلثَراءِ بَقِيَّةٌ
تَعَرَّفُها الآمالُ عَن كُلِّ جانِبِ