مَا فِي الصَبابَةِ مَنْهَلٌ مُسْتعْذَبُ - عبد القادر الجيلاني

مَا فِي الصَبابَةِ مَنْهَلٌ مُسْتعْذَبُ
إِلاّ وَلِي فِيهِ اْلأَلَذُ الأَطْيَبُ

أَوْ فِي الْوِصَالِ مَكَانَهُ مَخْصوْصَةٌ
إلاَّ وَمَنْزلَتي أَعَزُّ وَأَقْرَبُ

وَهَبَتْ لِيَ الأَيّامُ رَوْنَقَ صَفْوِهَا
فَحَلَتْ مَنَاهِلْهَا وَطَابَ الْمَشْرَبُ

وَغَدَوْتُ مَخْطُوباً لِكُلِّ كَرِيمةٍ
لاَ يَهْتَدي فِيهَا اللَّبِيبُ فَيَخْطُبُ

أَنَا مِنْ رِجَالِ لاَ يَخَافُ جَليسُهُمْ
رَيْبَ الزَّمَانِ وَلاَ يَرى مَا يَرْهَبُ

قَوْمٌ لَهُمْ فِي كُلِّ مَجْدٍ رُتْبَةٌ
عُلْويَّةٌ وَبِكُلِّ جَيْشٍ مَوْكِبُ

أَنَا بُلْبُلُ الأَفْرَاحِ أَمْلأَ دَوْحَها
طَرَباً وَفِي الْعَلْيَاءِ بَازٌ أَشْهَبُ

أَضْحَتْ جُيُوشُ الحُبِّ تَحْتَ مَشِيئَتي
طَوْعاً وَمَهْمَا رُمْتُهُ لاَ يَعْزُبُ

أَصْبَحْتُ لاَ أَمَلاً ولاَ أُمْنِيَّةً
أَرْجُو وَلاَ سَوْعُودةً أَتَرَقَّبُ

مَا زِلْتُ أَرْتَعُ فِي مَيَادِينِ الرِّضَا
حَتَّى بَلَغْتُ مَكَانَةً لاَ تُوهَبُ

أَضْحَى الزَّمَانُ كَحُلَّةٍ مَرْقُومَةٍ
نَزْهُو وَنَحْنُ لَهَا الطِّرَازُ المُذْهَبُ

أَفَلتْ شُمُوسُ الأَوَّلِينَ وَشَمْسُنَا
أَبَداً عَلَى فَلَكِ الْعُلَى لاَ تَغْرُبُ