طُفْ بِحَانِي سَبْعاً ولُذْ بِذِمَامِي - عبد القادر الجيلاني

طُفْ بِحَانِي سَبْعاً ولُذْ بِذِمَامِي
وَتَجَرَّدْ لِزَوْرَتِي كُلَّ عَامِ

أَنَا سِرُّ الأَسْرَارِ مِنْ سِرِّ سِرِّي
كَعْبَتِي رَاحَتِي وَبَسْطِي مُدَامي

أَنَا نَشْرُ العُلُومِ والدَّرْسُ شُغْلي
أَنَا شَيْخُ الوَرَى لِكُلِّ إِمَام

أَنَا فِي مَجْلِسِي أَرَى العَرْشَ حَقاً
وَجَميعَ الأَمْلاكِ فِيه قِيَامِي

قَالتِ الأَوْلِيَاءُ جَمْعاً بِعَزْمٍ
أَنْتَ قُطْبٌ عَلَى جَمِيعِ الأَنَامِ

قُلْتُ كُفُّوا ثُمَّ اسْمَعُوا نَصَّ قَوْلِي
إِنَّمَا القُطْبُ خَادِمِي وَغُلاَمِي

كُلُّ قُطْبِ يَطُوفُ بالبَيْتِ سَبْعاً
وَأَنَا الْبَيْتُ طَائِفٌ بِخِيَامِي

كَشَفَ الحُجْبَ والسُّتُورَ لِعَيْنِي
وَدَعانِي لِحَضْرَةِ وَمَقَامِ

فَاخْتَرَقْتُ السُّتُورَ جَمْعاً لِحبِّي
عِنْدَ عَرْشِ الإِلَهِ كَانَ مَقَامِي

وكَسَانِي بِتَاجِ تَشْرِيفِ عِزٍّ
وَطِرَازِ وَخِلْعَةٍ بِاخْتِتَامِ

فَرسُ العِزَ تَحْتَ سَرْجِ جَوَادِي
وَرِكَابي عَالٍ وَعَزْمِي لِجَامِي

وَإِذَا مَا جَذَبْتُ قَوْسَ مَرَامِي
كَان نَارُ الْجَحِيم مِنْهَا سِهَامِي

سَائِرُ الأَرْضِ كُلِّهَا تَحْتَ حُكْمِي
وَهْيَ فِي قَبْضَتِي كَفَرْخِ حَمَامِ

مَطْلَعُ الشَّمْسِ ثُمَّ أَقْصَى الْغَرُوبِ
خُطْوَتِي وَأَقَلُّهَا بِاهْتِمامِ

يَا مُرِيدِي لَكَ الهَنَا بِدَوَامٍ
عِشْ بِعِزٍ وَرِفْعَةٍ وَاحْتِرامِ

وَمُرِيدِي إذا دعانِي بِشَرْقٍ
أَوْ بِغَرْبٍ أَوْ نَازلٌ بَحْرَ طَامِ

فَأَغِثْهُ لَوْ كَانَ فَوْقَ هَواءِ
أَنَا سَيْفُ القَضَا لِكُلِّ خِصَامِ

أَنَا فِي الْحَشْرِ شَافِعٌ لِمُرِيدِي
عِنْدَ رَبِّي فَلاَ يُرَدُّ كَلاَمِي

أَنَا شَيْخٌ وَصَالِحٌ وَوَلِيٌّ
أَنَا قُطْبُ وَقُدْوَةٌ لِلأَنَامِ

أَنَا عَبْدٌ لِقَادِرٍ طَابَ وَقْتِي
وَجَدِّيَ الْمُصْطَفَى شَفِيعُ الأَنَامِ

فَعَلَيْهِ الصَّلاَةُ في كُلِّ وَقْتٍ
وَعَلى آلِهِ بِطُولِ الدَّوَامِ