استغفرِ الله القديمَ وعذبهِ - عبد الله الخفاجي

استغفرِ الله القديمَ وعذبهِ
مِنْ شَرِّ عَافٍ فِي الحُطَامِ مُنَافِسِ

وَاصْنَعْ جَمِيلاً لا يَضِيْعُ صَنِيْعُهُ
وَاسْمَحْ بِقُوَّتِكَ لِلضَّعِيفِ البَائِسِ

وَاقْنَعْ فَفِي عَيْشِ القَنَاعَة ِ نِعْمَة ٌ
لا تتقي كفَّ الزمانِ الخالسِ

لا تَرْكِنَنَّ إِلَى المراءِ فَإِنَّهُ
سببٌ لكلِّ تنافرِ وتشاوسِ

ضلت بنُو غطفانَ لمّا قتلت
سَادَاتُهَا غَضَبَا لِلَطْمَة ِ دَاحسِ

والحارثُ البكريُّ قامَ إلى الوغَى
منْ بعدِ ما أمضَى عزيمة َ جالسِ

ألِفَ البَخِيْلُ مَكَاسَهُ فِي مَالِهِ
وَالعُمرُ أَنْفِقَ مِنْهُ غَيْرُ مُمَاكِسِ

وثوَى فأرمسَ ثمَّ صارَ تراثهُ
قسماً يفيضُ بهِ دموعُ الرامسِ

عاذتْ بنُو حواءَ منْ إبليسَ في الـ
ـدنيَا وكمْ فيهمْ فنونُ أبالسِ

درسُوا العلومَ ليملكُوا بجدالهمْ
فِيْهَا صُدُورَ مَرَاتِبٍ وَمَجَالِسِ

وتزهدُوا حتَّى أصابُوا فرصة ً
فِي أَخْذِ مَالِ مَسَاجِدٍ وَكَنَائِسِ

إِيْوَانُ كِسْرَى صَارَ مَرْتَعَ ثُلَّة ٍ
وديارهُ باتت مناخَ عرائسِ

والحيرة ُ البيضاءُ بدلَ أنسهَا
قَدرٌ أطَاعَتْهُ مَدَائِنُ فاَرِسِ

يا عقلُ ما لكَ في اللطائفِ منهجٌ
فَلإِنْ عَثَرتَ فَلا لَعا لِلْنَاعِسِ

أما النجومُ فقد تضمنَ شأنها
جهلُ اللبيبِ وبعدُ نيلِ اللامسِ

عَمْرِي لَقَدْ ذَهَبَ الذَّيِنَ تَفَكَّرُوا
فِيْهَا وَمَا ظَفِرُوا بِغَيْرِ وَسَاوِسِ

مَا قَوْلُ بَطْلِيْمُوسُ فِيْهَا حُجَّة ً
عِنْدِي وَلا المَروِيَّ عَنْ رُسْطَالِسِ

حارَ الأنامُ فلاَ دلالة ُ ناظرٍ
تَشْفِي العُقُولَ وَلا إِمَارَة ُ قَابِسِ

لا تحفلنَّ بمَا حوتهُ صحائفٌ
لهمُ وإنْ وجدتْ بخطِّ دارسِ

فالمَيْنُ رُكِّبَ فِي طَبَائِعَ أَرْبَع
والصدقُ عدَّ من القبيلِ الخامسِ

عجباً لهمامٍ ينازعُ خصمهُ
في آلِ يربوعٍ وأسرة ِ حابسِ

هَيْهَاتَ مَا شَرَفُ الأصُولِ بِنَافِعٍ
حَتَى يَكُونَ ذَوَائِبٌ لِمَغَارِسِ

لا تَفْعَلَنَّ وَان فَعَلْتَ فَبِالتُقَى
نَاضِلْ وَفِي بَذْلِ المَكَارِمِ نَافِسِ