ألمتْ ودوني من تهامة بيدها - علي بن محمد التهامي

ألمتْ ودوني من تهامة بيدها
وعهدي بها عني كثير صدودها

يمانية ٌ للبدر شبّه وجهها
وللظّبي منها مقلتاها وجيدُها

سرت تستزيد الودَّ بيني وبينها
وهل ليَ ودّ غيرها فأزيدها

ألمت وصحبي بين شعب رَمت بهم
ولي هممٌ في رفعة ٍ أستزيدها

وقد علقوا أنضاءنا برؤوسهم
ولو خليت كان الكلالُ قيودها

وساعدها في النوم بيضٌ أوانس
قصار الخطى سود السوالف غيدها

تضّوع منهن العبيرُ كأنما
أتتك بفأر المسك غبّاً برودُها

أغضُّ من الرود الجنيّ خدودها
وأرشق من غصن الرياض قدودها

فكم من يدٍ أولينني فجحدتها
وشكر أيادي الغانيات جحودها

سل الله تهويم الكرى ليس غيره
لعل الكرى يوماً إليك يعيدها

أيا حبذا أرضُ العراق وحبذا
تهائمها من أجله ونجودها

على أنهم بانوا وبين جوانحي
هوى مثل لذع النار شب وقودها

ولم أنسها يوم النوى وقد التقى
جمانان جاري دمعها وعقودها

لها مبسمٌ تحكي المساويك إنه
بعيد الكرى عذبُ الثنايا برودها

فدع ذكر سعدى إن فيك بقية ً
ألا إنما يبغي المها من يصيدها

أترضى بعيش المقترين وهذه
أناملُ نور الدولة انهلّ جودها

دعا جودُ ذي العزّين هوجاءَ لم تزل
من اليمن الأقصى نداهُ يقودها

فجاءته مكتوباً على حُرِّ وجهها
حرامٌ إلى غير الأمير وخيدها

سليل ملوك من ذؤابة عامرٍ
ترجّى عطاياها ويخشى وعيدها

تخرُّ لهُ الأملاك في الأرض سجّداً
وقلّ لهُ تعفيرها وسجودها

إذا ما ابتدا يوماً بنعمى أعادها
ويا رُبّ مبدي نعمة ٍ لا يعيدها

يحنُّ إلى أسمائهِ كلُّ منبر
فلو يستطيع اهتزّ واخضر عودها

يدافع عن أحسابهابنوالهِ
ويحملُ عن أسيافها ما يؤودها

ويردي أعاديها بكلّ كتيبة ٍ
يرد عيونَ الناظرين حديدُها

هو البحر إلا أنهُ طاب وردهُ
وكم من بحار لا يطيبُ ورودها

رأيت الورى لو زار آل مسيّب
لقاسمه درَّ الرَّضاع وليدها

تقرّ عقيلٌ بل نزارٌ بفضلهم
ولو أنكرتْ يوماً أقرّتْ جلودها

ملوك أضافت ما اجتبت بسيوفها
وزادت على ما أورثتها جدودها

يلوحُ ضياء الملك فوق جباهها
إذا خفقت راياتها وبنودها

فلو كان جودُ المرء يخلدُ ربه
لدام على رغمِ العدوِّ خلودها

غيوثٌ ولكن قطرها المال والندى
ليوثٌ ولكنَّ الملوك صيودها

لقد بلغت كعب مناها وربُّها
يتمُّ لها نعماءها ويزيدها

ودانَ لهُ شرقُ البلاد وغربها
وذلَّ لهُ شمسُ الملوك وصيدها

فكم صعدت خطابها كلّ منبر
ولولاكم والله قلّ صعودها

أتى العيد فاسلم ألفَ عام بمثله
فأنت لأبناء المظالم عيدها

إذا ما حللتَ الأرض غابت نحوسها
وأقبل من كلّ الجهات سعودها

وكيف يحلِّ الجدبُ أرضاً تحلها
وكفُّك غيثٌ لا يزال يجودها

فكم ليلة سرنا إليك سوارياً
سواءٌ عليها ميلها وبريدها

ومالت ركاب القوم بالنوم فالتقت
مناكبُ أبناء السُّرى وخدودها

وغنى مغنّينا بمدحك مثل ما
عوى بشرورى آخر الليل سيدها

وقد وعدتني النفس عندك بالغنى
فأخلق بها أن لا تخيب وعودُها

ولولاك ما جبنا الفلاة ولا انطوى
لأنضائنا طيّ الرداء بعيدها

سأكسوك من مدحي على النأي حلة
يدوم على مرّ الجديد جديدها