أتى الدهر من حيث لا أتقي - علي بن محمد التهامي

أتى الدهر من حيث لا أتقي
وخان من السبب الأوثق

مضى بأبي الفضل شطرُ الحياة
وما مرَّ أنفُس مما بقي

فقل للحوادثِ من بعده
أسفي بمن شئت أو حلقي

أمنتُك لم يبق لي من أخاف
عليه الحمام ولا أتقي

وقد كنتُ أُشفقُ مما دهاهُ
وقد سكنت لوعة ُ المشفق

ولما قضى دونَ أترابه
تيقّنت أن الردى ينتقي

مضى حين ودّعَ درَّ الرّضاع
لدرّ التفصّح في المنطق

وهز اليراع أنابيبهُ
وهنئ بالكاتب المفلق

وقيل سيشرُفُ هذا الغلامُ
وقالت مخايلهُ أخلق

كأنَّ اللثام على وجهه
هلالٌ على كوكبٍ مشرقِ

وما النومُ إلا التقاء الجفون
فكيف أنام وما تلتقي

يعزُّ على حاسدي أنني
إذا طرق الخطبُ لم أُطرق

وإنيَ طودٌ إذا صادفت
هُ رياحُ الحوادثِ لم يقلق