إعترافي بعظم فضلك فضلُ - علي بن محمد التهامي

إعترافي بعظم فضلك فضلُ
وعدُولي عن كنه وصفك عدل

كلما رمتُ وصفَ قدرك أفي
تُ صفاتي تدنو وقدرك يعلو

فوق طرف من العلاء لهُ الزُّه
رُ مسامير والأهلّة نعل

قد حلا الدهر من حلولك فيه
ولقد يمزج الزعاف فيحلو

فظلام الزّمان نور وبؤسٌ ال
دهر نعمى وحرّه منك ظلُّ

وإذا هزّك الإمام لحربِ
أو لسلم فأنت نصرٌ ونصل

تخمد الحرب حين تغمُدُ بأساً
وتسيل الدماءُ حين تُسلُّ

ثابتَ الجأش طائشَ الجود دا
ني العفو نائي المدى معزٌّ مذلُّ

قولهُ حكمة ُ وأفعالهُ عد
لُ وآراؤهُ السديدة ُ فصلُ

هو بعض الأنام في رؤية العي
ن وإن عدَّ فاضل فهو كلُّ

لا يشينُ النوال منهُ بمطل
إن طوّقَ العطاء بالمطل غُلُّ

يهزمُ الجيشَ بالكتاب كأنّ ال
كتب منهُ كتائبُ ما تفلُّ

وكأنَّ السطور فيها صفوفُ
وكأنَّ الحروفَ خيلُ ورجل

كلّ فصل فيه من القطع والوص
ل كهام العُداة قطعُ ووصلُ

فيه محيا قومٍ ومهلكُ قومٍ
أسجالٌ من القنا أم سجلُّ

وإذا راش بالأنامل أنبو
ب يراع فإنما هو نبل

قلم دبَّر الأقاليم حتى
ظل فيه داعي التناسخ يغلو

قلمُ صدرهُ سنان وآخرا
ه حسامٌ وبين ذلك صلُّ

يا أبا غانم أرى الغانم السا
لم من في يمينهِ منك حبلُ

مدحتك العلياءُ من قبل مدحي
وهو مدحُ بنفسه مستقلُّ

لا أهنّيك إذ وليتُ لعلمي
أن ما ازددتَ فيه عنك يقلُّ

ولو أن الإمام ولاّك أمر ال
شرق والغرب كنتَ عنهُ تجلُّ

قد تهيأتُ للرحيل إلى الأ
هل فجد لي بما لهُ أنت أهل

أين ما كنت في البلاد بنفسي
فثنائي يحلّ حيثُ تحلّ

قد تملكتَ بالمكارم حرّاً
وهو رقٌ محرّم ما يحلُّ

لا أذمّ الزمان إذ كنتَ فيه
ما لدهر سخا بمثلك بخلُ