أما الخيال فما يغبُّ طروقا - علي بن محمد التهامي

أما الخيال فما يغبُّ طروقا
يدنو بوصلك شائقاً ومشوقا

وافى يُحقق لي الوفاء ولم يزل
خدنَ الصّبابة بالوفاء خليقا

ومضى وقد منع الجفون خفوقها
قلبٌ لذكرك لا يزال خفوقا

هل عهدنا بلوى الشقيقة راجعٌ
فيعود لي فيه الوصالُ شقيقا

أيام تسلكُ بي الصبابة ُ مجهلاً
لا يعرفُ السّلوانُ فيه طريقا

أهوى أنيقَ الحُسن مقتبل الصبا
وأزور مخضرَّ الشباب أنيقا

لا ألحظُ الأيامُ لحظة َ وامقٍ
حتى يعودَ زماننا موموقا

وركائب يخرجنَ من غلس الدجى
مثل السّهام مرقن فيه مروقا

نحو الهُمام القائد القرم الذي
قرنَ الإلهُ بعزمه التوفيقا

ملك يروقكَ منظراً ومقالة ً
أبداً ويوسعُ بالصوارم ضيقا

يلقي الندى برقيق وجهٍ مسفرٍ
وإذا التقى الجمعان عاد صفيقا

رحب المجالس ما أقام فإن سرى
في جحفل ترك الفضاء مضيقا

وإذا طما بحرُ الكريهة خاضه
وأمات من عاداه فيه غريقا

حُجبت به شمسُ النهار وأشرقت
شمسُ الحديد بجانبيه شروقا

أضحى أبوالفضل السميدع في الورى
فرداً وأصبح في الذُّرى مرموقا

وحسامهُ أبداً بوار عداتهِ
ونوالهُ في العالمين محيقا

الله صوّره جواداً خلقة
أعلى به نور الزمان أنيقا

أضحى السخاءُ بجعفر متخيماً
فغدا به عقد الزمان وثيقا

يختالُ في حلل الرّجاء ويمتطي
همماً أقامت للمكارمِ سوقا

فلضاع أمر لا تبيت تديرهُ
ولضلَّ ركب ما انتحاك طريقا

فهناك يومُ العيد يوم عائد
أبداً عليك موفقاً توفيقا

فاسلم لدهر أنت دُرة ُ تاجه
لا زلتَ رباً للفخار حقيقا

واسلم لمكرمة ٍ شغلتَ بحبها
قلباً بحبّ المكرمات علوقا

وبديع شعر يانع حبّرتهُ
فنظمتُ منه لؤلؤاً وعقيقا

شعشعتُ منه اللفظ ثم نظمته
فكأنما شعشعتُ منهُ رحيقا