الشبابة - عثمان لوصيف

أتملّى جمالاتِ وجهك مغتسلاً برذاذ التسابيح
تغلبني الحال, أغرق في نور عينيك
حيث المرايا وحيث الغوى والجنون
أنتشي فتنة
أنتشي... آه يا امرأة من أريج السماوات!
من صب فيك المدام, وصاغك روحاً إلهية النبرات?
ومن مد بيني وبينك خيطًا من النار?
معذرة.. آه! معذرة إن هتكت الستاره
وفَضَضْت المحاره
فأنا شاعر ألهمته السماء فألقى على قدميك مزاميره
وأنا آية تتلظى
أنا جرس يتشظى
وأغنية تتوضأ بالدم والياسمين
من معين الطفولة أنهل
من وحي شبابة أشعلتني وطارت
وما قتلوها وما صلبوها
ولكنها شُبِّهت للعيون
آه! شبابة في لظاها تلقيت سحر الإشاره
وعلى جرحها المتفتح صليت لله
ثم حملت البشاره
ويقولون جُـنّ الصبي
يقولون ضل الشقي
....................
وليكن وما يكون
موغل في الطواسين
عينان فجرتا الحب فيّ صبياً
هما آيتا دهشتي وفنائي, ومعراج هذا الحنين
موغل في التلاحين
أرفع نحوك شبَّابتي وأغني..
أغني: أنا أمة مؤمنه
تتحدر من عطش الأزمنه
تستعيد شفافية الملكوت وسحر البكاره
تستعيد الندى والنضاره