أظنهم وقد عزموا ارتحالا - عماد الدين الأصبهاني

أظنهم وقد عزموا ارتحالا
ثنوا عنا جمالا لا جمالا

سروا والصبح مبيض الحواشي
فلما حال عهد الوصل حالا

هم اعتادوا الملال فكيف ملوا
وصالهم وما ملوا الملالا

أحادي عيسهم بالله رفقا
فإن السير أورثها الكلالا

وعج نحو الأراك بها فإني
أراه لاجتماع الشمل فالا

سقى صوب الحيا تلعات نجد
وحيا بالحمى تلك التلالا

أخلائي وهل في الناس خل
به أخلي من الأحزان بالا

لئن لم أشف صدري من حسودي
ولم أذق العدا داء عضالا

فلا أدركت من أدبي مرادا
ولا صادفت من حسبي منالا

ولا وخدت إليكم بي جمال
ولا واليت مولانا الجمالا

هو المغنى إذا ما المرء أقوى
هو المنجي إذا ما الخطب هالا

وقائلة أفي الدنيا كريم
سواه فقلت لا وأبي العلا لا

أطلت على الورى كرما وفخرا
كذلك من حوى هذين طالا

وحزت المجد عن كسب وارث
فيا صدر الورى حزت الكمالا

خصصت بكل منقبة وفضل
تعالى من حباك به تعالى