أيا يوسف الإحسان والحسن خير من - عماد الدين الأصبهاني

أيا يوسف الإحسان والحسن خير من
حوى الفضل والإفضال والنهى والأمرا

ومن للهدى وجه النجاح برأيه
تجلى وثغر النصر من عزمه افترا

حمى حوزة الدين الحنيف بحوزه
من الخالق الحسنى ومن خلقه الشكرا

أبوه أبى إلا العلاء وعمه
بمعروفه عم الورى البدو والحضرا

وطال الملوك شيركوه بطوله
وما شاركوه في العلى فحوى الفخرا

بنو الأصفر الإفرنج لاقوا ببيضه
وسمر عواليه مناياهم حمرا

وما ابيض يوم النصر واخضر روضه
من الخصب حتى اسود بالنقع واغبرا

رأى النصر في تقوى الإله وكل من
تقوى بتقوى الله لا يعدم النصرا

ولما رأى الدنيا بعين ملالة
أغذ من الأولى مسيرا إلى الأخرى

وقام صلاح الدين بالملك كافلا
وكيف ترى شمس الضحى تخلف البدرا

ولما صبت مصر إلى عصر يوسف
أعاد إليها الله يوسف والعصرا

فأجرى بها من راحتيه بجوده
بحارا فسماها الورى أنملا عشرا

هزمتم جنود المشركين برعبكم
فلم يلبثوا خوفا ولم يمكثوا ذعرا

وفرقتم من حول مصر جموعهم
بكسر وعاد الكسر من أهلها جبرا

وأمنتم فيها الرعايا بعدلكم
وأطفأتم من شر شاورها الجمرا

بسفك دم حطتم دماء كثيرة
وحزتم بما أبديتم الحمد والشكرا

وما يرتوي الإسلام حتى تغادروا
لكم من دماء الغادرين بها غدرا

فصبوا على الإفرنج سوط عذابها
بأن تقسموا ما بينها القتل والأسرا

ولا تهملوا البيت المقدس واعزموا
على فتحه غازين وافترعوا البكرا

تديمون بالمعروف طيب ذكركم
وما الملك إلا أن تديموا لكم ذكرا

وإن الذي أثرى من المال مقتر
وإن يفنه في كسب محمدة أخرى