أيها الجابي من الأسد الخراج - محمد إقبال

أيها الجابي من الأسد الخراج
صرت كالثعلب خبا باحتياج

ذلك الإعواز أصل العلل
كل آلامك من ذا المعضل

سالب الرفعة من فكر رفيع
مطفى الشمع من الذهن البديع

من كنوز الدهر أخرج ما تريد
وخذ الصهباء من دن الوجود

وعن الرحل ترجل كعمر
احذرن من منة الناس الحذر

صاح حتام اجتداء المنصب
فيم كالطفل ركوب القصب

تجد الإفلاس بالسؤل أذل
وترى السائل أخزى وأقل

فرق الذات سؤال واجتداء
فبدت سيناؤها دون ضياء

إن يكن في الرزق والجد عناء
وطغى حولك سيل من بلاء

لا ترم في الأرض رزقا بالبكاء
لا ترج الماء من عين ذكاء

احذر الخزى أمام المصطفى
يوم يخزى كل ساع ما وفى

من سماط الشمس يقتات القمر
فعليه وسم نعماها ظهر

جاهد الأيام والله استعن
ماء وجه الملة البيضاء صن

علم الناس الصدوق الصائب
أن حبيب الله ساع كاسب

ويح من يحمل ذل النعمة
خافض الرأس لثقل المنة

أرهق النفس بوقر الذلة
بنقير باع تاج العزة

مرحبا بالظامئ الضحيان لا
يسأل الخضر شرابا في الفلا

بسؤال الناس لم يند الجبين
ذا كم الإنسان لا ماء وطين

تحت هذي الشمس يمضي ذا الفتى
عالي الرأس كسرو قد عتا

زاد في العسر مضاء حده
هو يقظان وغاف جده

كن حبابا من عطاء ينفر

فارغ الكأس ببحر يزخر