أما لك أن تزور وأنتَ خلوُ - محمد بن بشير الخارجي

أما لك أن تزور وأنتَ خلوُ
صحيح القلب أختَ بني غفارِ

فما برحت تعيركَ مقلتيها
فتعطيك المنّية في استتارِ

و تسهو في حديث القوم حتى
تبيّن بعض أهلك ما تواري

فمت يا قلب ما بك من دفاعٍ
فينجيك الدفاع ولا فرار

فلم أر طالباً بدمٍ كمثلي
أودّ وحسنَ مطلوب بثار

إذا ذكرا بثأري قلتُ سقياً
لثأري ذي الخواتم والسوار

و ما عرفت دمي فتبوء منه
برهنٍ في حبالي أو ضمارِ

وقد زعم العواذل أنّ يومي
و يومك بالمُحَصّب ذي الجمار

منَ الأعباء ثم زعمتِ أنْ لا
و قلتِ لذي التنازع والتماري

كذبتم ما السلامُ بقول زورٍ
ولا اليوم الحرام بيوم ثارِ

ولا تسليمنا حرماً بجرم
ولا الحبّ الكريم لنا بعارِ

فإن لم نلقم فسقى الغوادي
بلادك والرّويّاتُ السواري