المنازل - أحمد بلحاج آية وارهام

المنازل
تَـعُـودُ لِـتَـسْـكُـنَـنَـا
حُـجُـرَاتُ اُلْـمَنَـازِلِ
تِلْـكَ اُلَّـتِي غَرَّبَـتْنَا اُلْـفَجَائِعُ عَـنْـهَا
لِـسُـلْطَتِـهَا نَـفَسُ اُلـصُّـبْحِ،
كُـلُّ اُلْـجِـهَاتِ اُلَّـتِي حَمَـلَتْنَـا مِيَـاهُ اُشْتِـبَاهٍ
عَـلَى اُلْأُفْـقِ تَـزْرَعُ لَـوْنَ اُلْـغَرَقْ
فَأَيَّـةُ فَـاكِهَـةٍ فِـي يَـدَيْنَا نَـدَاهَا اُئْتَــلَقْ؟.
* *
نُسَافِـرُ فِـي اُلْـحُـجُرَاتِ
خُـيُولُ اُلـطُّـفُولَـةِ عِـطْـرٌ
نُضِيءُ بِـهِ فَـلَوَاتِ اُلزَّمَـانِ
اُلزَّمَـانُ اُلَّـذِي شَـقَّ لَـحْـمَ اُلْـكِبَارِ
بِـمِحْـرَاثِ أَنْـفَـاسِـهِ
وَ تَـضَـاغَـى بـآبَـارِهِ
حُـلُـمُ اُلـرَّاحِـلِـينْ،
حَـدَائِـقُ أَجْـدَاثِـهِـمْ
تَـتَـفَـتَّـحُ فِـيـنَـا
إِذَا هَـطَلَـتْ سُـحُـبٌ مِـنْ حَنِـينْ.
* *
عَـلَى شَـرْشَفِ اُلْأُغْـنِيَـاتِ نُـلاَعِبُ أَشْـيَاءَ
كَانَتْ هُـنَاكَ تَـفُوحُ بِمَـكْنُونِـهَا
بُسُطٌ مِنْ حَرِيـرِ اُلْأَمَاسِي
جَدَاوِلُ تُرْضِعُ كَرْمَ اُلْحَنَايَا
وَ أَحْبَـابُ سَمْـنٍ
تُغَطِّـي اُلطَّـرَافَةُ أَشْكَـالَهَا.
لَـمْ نَكُنْ فِي اُلْبَدَاهَةِ نَسْبَحُ
فَخُّ اُلْغَرَابَةِ كَانَ اُلدَّلِيلَ إلَى اُسْمِ خُطَانَا
اُلْكَوَائِنُ تَشْرَبُ مِنْ نَبْضِنَا جَذَلاً
وَ اُلْبَيَادِرُ نَكْتُبُ
فِي دَمِهَا أَلَقـاً،
كَيْـفَ يَـخْطِفُنَا اُلـصَّمْـتُ؟
أَوْ كَيْـفَ أَرْوَاحُنَا تَنْحَنِي لِلْـمَنَافِي؟ !
اُلْمَنَازِلُ جِذْرُ اُلنُّفُوسِ اُلَّتِي لاَ تُهَادِنُ عَسْفَ اُلرِّيَاحْ.
* *
تَعُودُ عَـلَى فِـضَّةٍ مِنْ جَنَـاحْ
نَشِـيشاً كَـأُخْيُولَـةِ اُلْإِصْـطِبَاحْ
نُـقَبِّـلُ فِـيهَا مَـكَامِـنَ عُـمْـرٍ؛
ظِـلاَلُـهُ تَـمْـسَحُ عَنَّا اُلْـجِـرَاحْ
وَ مَا أَكَلَتْـنَـا بَـهَـاءً،
إِذَا نَـحْـنُ غِبْـنَا تُـفَـتِّشُ عَـنَّـا
قَـنَادِيـلُـهَا رِيـشَـةٌ فِي وُجُـوهِ اُلَّلـيَالِي
لَـهَـا اُلْأَزْمِـنَـهْ
تُـصَلِّـي عَـلَى وَقْـعِ أَجْـسَادِنَا
وَ لَـهَا اُلْأَفْـئِـدَهْ
تُـطَـرِّزُ بَـحْـرَ اُلتَّآوِيـلِ
أَنَّـى اُلـطِّبَاعُ اُرْتَدَتْ جُبَّـةَ اُلْإِفْـكِ
وَ اُرْتَقَـصَتْ فَـوْقَ جَـمْرِ اُلـنُّـوَاحْ.
* *
لِـطَعْـمِ اُلْـمَنَازِلِ نَأْتِـي فَرَاشـاً
سَـمَاءُ اُلْـمَخَايِـيلِ مِـصْبَاحُـنَا
وَ اُلـتَّوَارِيـخُ مَـاءُ اُلـشُّكُـولْ.