أشتهي أن أنوح - عبدالحكيم الفقيه

أشتهي أن أنوح على قمر شارع في الخسوف
على شجر شاحب في براري الجفاف
على وطن ضائع في سراديب حكامه
أشتهي أن أنوح على حلم نائم في سرير الغياب
على نغمة طمرت صوتها زفرات النشيج
وبي شغف للعويل على راية هجرتها الرياح
الصباحات تركض في طرق الوقت مكتظة بالأنين
كأن انبجاس الندى في كؤوس السواسن ،
أو رقصات الدخان هنالك فوق سطوح القرى ، شارةٌ للجراح
الحنين إلى موسم العشق يشعل أعشابه في هضاب القلوب
بكم تشتري لحظتي أيها القلق المستبد ؟
سأعطيك قسطي من الوقت لوهادتني القصيدة ...
كي ترتقي سلم الاكتمال .
لماذا تراني المخاوف منتجعا
ويعشعش بوم الأسى في غصون الهواجس ؟
...
هل كلما صالحتني القصيدة خاصمني الابتهاج
وهاجت جيوش الوساوس فوق تلال الرؤى ؟
أشتهي أن أنوح
وأغرس في واجهات الجدار نشيجي
يا حلما من سراب يرقرقه الوجد في طرقات الحنين ...
تجلَّ لعلي أرتبها وثبتي لممر جديد
وأنسى تفاصيل شوقي العقيم
لعلي أقيم على صخرة في براري إختياري
وأكنسها هضبات تضاريس خارطتي الدامعة .