مَاذَا تببقَّى ؟ - عبدالسلام نعمان السامعي

حَبيبَتي .
أنا لستُ ذَنبَاً مُفتَعَل
لست لصَّاً
لستُ بهتانَ الرِّسَالةِ.. والحِيَل
أنا وحيُ عينَيك و سُلطَانُ القُبَل
وَ ولّي أحلام ِالصِّبَا
و خَليفَة المتعَال في أرعَى محَل
أنا مَن نسَجت الفرحَة الأولَى و ألوانَ الغَزل
أنا مَن كَفَرت بعَشتَروت
و رَكبت بَرقاً في زُحَل
و أنا الذي قدَّمت قُربَاناً لعينَيك
و نَاداني هُبَل
و تَضَرعَت لجَلال هَيبَتك ِالشوارِدُ و المقَل
و نَصَبت تمثالا ًلسحرِك
فوقَ متن الَّلاتِ و العُزَّى
و سَلَّمت علَى متنَيك في الهَذَيان خَمسين
سَلام
و اليوم ُ, تأكُلني الشُّعَل !!
فإذا خَرَجت
تَائهٌ بينَ الشوارِع
و ازدِراءاتِ الرَّصِيف
و إذا دَخلت
أشعلَت فيني حرائقُها الأسِرَّة
و ابتسَامَاتُ المصِيف
في يَدي المرآة تُنكِرُنِي
الملايَات
الفنَاجِين
أغنيَاتُ الدَّان و لأضواء
كلُّ شَيءٍ حزتُهُ
يَسعَى لتصفِيَتي كأوراق الخَريف !!
كلُّ شَيءٍ أصبحَ اليومَ مخِيف
أحرُفِي
لُغَتي
دواتِي
يَرحَلونَ إليك والثوبُ الخَفيف !
مَاذا تَبَقَّى لي سِوى هَذا القَلَم
أو خُطىً تحتَارُ فيهَا بعضُ زلاتِ القَدَم
قَسَماً بأنَّك في ذ ُرَى العَليَاءِ أشهَرُ من عَلَم
و بأنّك القمَرُ المُنيرُ و أنَّني في الأرض
تمثَالُ الظُّلَم
و بأنَّ طَلعتَك ألم
و بأنَّ مَغربَك نَدم
أنا مَا خُلِقت لكَي أمُوتُ
و لا لأحيَا كَالصّنم !!
رِيمَان
دَعي الكَأسَات
مَا لي رَغبَةٌ بالكأس
مَا جِئت
لكَي .. لِي تخلقِي المَعدوم
دَعِي الكَاسَات
مَا لي رَغبَة بالكَأس
أنا ضَيف علَى المقسُوم
دَعِي الكَاسَات .. و اندَلقي
إلى حُضنِي
أطِيعِيني
أنا الحَاكِم بِأمرِ اللّهِ
و أنت الحُكمُ و المحكُوم
يَا رِيمَان
يَا ذَات العيون الدُّعج
يا آخَر قِلاعِ الحَرب
يَا آخر هَوى ولاَّدَةٍ في المغرِبِ العَرَبيّ
يا آخر ضَفِيرَةِ شَعرِ في مَدريد
لمَاذا تُنكِرِينَ خُطَاي ؟
لمَاذَا تُنكِرينَ يَدي ؟
أنا مَن فَصَّلَ الأشعَارَ بَينَ يَدَيك
أنا مَن أشعَل الأضواء
ومَن أحيَا ليَالي الأنس
وَ لكِن انهزَامَاتِي تشَوِّهني
وآخر ُمعقَلٍ للخَيل في إسبَانيَا
عَارٌ علَى بَدنِي
فهَذا السُّكَرُ المسكوبُ في شَفَتَيك
يَعرِفُنِي
و هَذا الوَرد في خَديكِ يَعشَقُنِي
و هَذا العُقدُ مَنظُومٌ علَى اسمِي
و هَذا الغِمدُ مُشتَاق لسيف ِالقَائِدِ العَرَبي
يَا رِيمَان
يَا هَذا الجنون البِكِر ِفي أعمَاق ِذاكرتِي
و يَا هَذا الحَنينُ المرّ في رِئتَي
مَنْ سَمَّاك ؟
و مَن زَوَّر بُروقَ النورِ في عَينَيك
أنا مُنذُ التقيُتكِ عَادَت الذكرَى
ألاتَدرِينَ
أني قَد مَللتُ الخَمرَ
فَالكَاسَاتُ لو تُغني
أعَادَت سَالفَ الأمجَاد
يَا رِيمَان
يَا سُكْرِي و عَافِيتِي
رِيَاحُكِ مَرة أخرَى تهَاوِدني
قُصُورُك مَرة أخرَى تُغَازلُنِي
و رُوحُك
و الهَوى
والنورُ
يَنتَشِرونَ في أفُقِي
ولَكِني بِمُرِّ النَّكسَة الأولى
بِعينِكِ قَائدٌ مَهزُوم
شَرِبتُ الكَأس يَومَ خَرَجت
عَلَّ الكَأس
من صَحوي تُحرِّرُني
و من كلِّ الحَقَاراتِ التي مَارستُهَا يَومَاً
تُغسِّلُني
ولكِّني غَويتُ اسمِي
نَسَيتُ الأحرُفَ الأولى
ولا أدرِي أنا أخطَأتُ أم مَوهُوم ؟
يمِينِي رأس أنُوشَروان
يَسَارِي قَيصَرٌ مَطعُون
أُدَحرجُ حَولَ سُرتِِكِ
خِيولَ الفُرسِ قَاطبة
و لا أدرِي
بِأنِّي قَد سَحَقت الرُّوم !!
أحِبُّ الغَزو في الغَاباتِ ..
أُجِيدُ صِيَاغَة الهجَمَات
أخوالِي
برأس الصفحَةِ الأولى .." بَنوبَكرٍ "
و أعمَامِي
بَنو مخزوم !!
أجِيبِينِي
أجيبِينِي
إذا كنتُ بك مَوهوم
أجيبِينِي بِلا حَنَث
أ ليلَى أنتِ ؟
أم أنت
صَبيَّة من بنَات الرُّوم ؟