بقايا نكهة ٍ تعتِّقها الأمنيات - عبدالسلام نعمان السامعي

في مرفاْ النِّت
ينعقني الغوص
في تراقص الأيقونات التي لا تُعد
فأي الأيقونة أنتِ
في اختلاط الصعقةِ بسديم التعثُّر
...
يمقتني الألم الممقوت هنا
في أقصى نعيقٍ يختزل ا لحلم
وأقصى فاصلةٍ لا يملكها التنازع
بين تزلُّق الأنفاس الأخيرة
والتسلُّق بشواهق الشفرات
يا مملكة البوح المفقود
وطنُ التنضُّد برفوف الشهقات
أصبح حلماً للقبلة المتشردة
في تسكعات التلحُّف
وتعرِّي جوارب النَّزَق
أي الأيقونة أنتِ
في اختلاط نقيع الجرح الصاهل
وتناقض الرقصات القاتلة
على مغبة اندثار أزمنة الأناة
إن تسمعين أزيز الفواصل
ودويّ الكلمات
أنا بارودها المتفجر
أو تلثمين شفاه الحلم
أنا الزلزال
أو تمضغين صفير الريح أنا الإعصار
أنا المنثور في هزيع الشهقات
أنا الكثبان الحارقة في صحاري التيه
أنا الصقيع
أنا التشظي القاتل في شحنات الضياع
واختناق الريشة المفقودة في بكارة القارة العاشرة
يقصفني مدك الهائج من أقصى ذاكرةٍ للصدى
أتعبني التعلُّق بالصخور
الجنون
النار التي ترينها من اختفائك بذرةٍ في عنان الغبار
موطنها اشتعالي
والمواد الشديدة الانفجار
هي أفئدتي التي تموِّن النيران
يرهقني صعود الاندهاق ياسيدتي
وعتمة أدخنتي التي تشاهدين
...
من كل المواقيت
من شتى المراصد جئتُ
وليس لي مصطلحٌ للتجسد
أنا بقايا نكهةٍ تعتِّقها الأمنيات
من أقصى مسندٍ محطم في بلاد الجنوب
لم يشهده ابن المُزَيقِيا([1] )
أنا أخر نغمةٍ في حلم التبابعة
تفجرني صواعق النزوح
ونخال نحنحةٍ الهزيع الرابض في المخيال السبئي
يؤسفني تدحرج السطوع العابر
لحظة انشطار التبخر في بوح النزيف
لملمة الفضاءات..أنا
وبقايا غبارٍ يتقاسمه بوح المنتديات
بعد عشرين ألف سنةٍ هي تاريخ اللاتجسد
وأصالة الجرح
الذاكرة
العُبوق اللا مرئي
على أقصى مسندٍ سبئي تغتاله عيناكِ.
[1] ملك سبأ رأى في منامه أن سد مأرب سينهدم فباع كل ممتلكاته ورحل تاركاً بلده وشعبه للكارثة .