احتِرَاق - عبدالسلام نعمان السامعي

ليلٌ أقَامَ بسَاحتي و صَقيع
ونجومُهُ بينَ الظلامِ تَضيعُ

أمسَيتُ في غَابِ المَواجِع ِأتقي
شُهبَ الصدودِ فَمَا لهن َّرجُوعُ

وأُُطَوِّقُ الليلَ العَصِيّ بأذرُعِي
ألمَاً وفي قَلبي نَدى ًمَصدُوع

وتَكَاثَفت سُحبُ الدخَانِ وأمطَرَت
حُزناً وغََابت أنجمٌ وقُلوعُ

وأنا وقَلبي في دجىً يتلو دجَىً
صَرعَى عَلى بَابِ الزَمَان ِوقُوع

بتنَا نُلملِمُ شَوقَنَا وجِراحَنا
نَرعَى الضنونَ فمَا لهنَّ خُشوعُ

اثنَان قَد أمرَ الزمَانُ بِصلبنَا
سَحَراً عَلَى دين ِالمسِيح ِيَسوعُ

فَإذِا طَرقنَا البَابَ أضمَرَ قتلنَا
وإذا رَحلنَا هَزَّنا التودِيعُ

سَرقَتْ ليَالي البعدِ منَّا حُلمَاً
َالٍ بَكَتهُ أعينٌ ودُموعُ

واغتَالنَا الزَّمنُ الخؤون بأغيَدٍ
يَهوى الصدودَ وطبعَهُ التلوِيعُ

حُلو المَذَاقِ كَفلتةٍ من جَنَّةٍ
يَسرِي بهِ تَيهُ الصَّبا المطبُوعُ

لو أنهُ يَومَاًً تحسَّسَ مَا بِنَا
ضَحَكَ الشقَاءُ وغَرّدَ الينبوعُ

بِكِ يَاضِياعَيني تُصَارِعُني المُنى
وبكِ ينَامُ القَلبُ وهُو وجيِعُ

وبكِ تُطَاوِلُ غُربتي وكآبتي
حَدّ الجنون فَمَا لهنَّ رُجوعُ

وبكِ يَواجِهُني الزَّمَانُ وليتَهُ
بالرمح ِواجَهَني الهَوى المقطوع

مَابينَ أجفَان ِالعَشيَّةِ والضحَى
َدرٌ أنا فِيهِ دَمٌ مَكرُوعُ

قَدَرٌ تمَوتُ بهِ الزهُورُ ومَأتمٌ
وقَعَ الهَوى في سَاحَتيهِ صَريعُ

رِفقَاًًبقَلبٍ كَم أناخَ لكِ الهَوى
ذِكراهُ واقتَحَمَ الديَارَ ولوعُ

في أيِّ دَربٍ تَلتَقي خُطواتُِنا
فَلقَد شَربتُ القَارَ وهُو نَقِيعُ

وقَضِيتُ دَهراً أستَحِمُّ بجَمرَةٍ
وشَطَرتُ قلبي في يَديكِ شَفِيعُ

ورَضِيتُ ياذِكرَى بِسُمٍّ ناقِعٍ
لأموتُ في دُنيَا الغُرام وجِيعُ