اللّيل الحزين - عبدالله البردوني

كئيب بطيء الخطا مؤلم
يسير إلى حيث لا يعلم

و يسري و يسري فلا ينتهي
سراه و لا نهجه المظلم

و تنساب أشباحه في السكون
حيارى بخيبتها تحلم

هو اللّيل في صمته ضجّة
و في سرّه عالم أبكم

كأنّ الصبابات في أفقه
تئنّ فترتعش الأنجم

حزين غريق بأحزانه
كئيب بآلامه مفعم

كأنّ النجوم على صدره
جراح يلوح عليها الدم

***

هو اللّيل يطوي بأعطافه
قلوبا بأشواقها تضرم

تساهر أعين الساهرين
و تقتات أحلامه النوم

و يشكو إلى جوّه عاشق
و يشدو على صمته ملهم

يناجي المعنّى المعنّي به
و يهفو إلى المغرم المغرم

و يبتهج القصر في ظلّه
و ينتحب الكوخ و المعدم

ففيه التآويه و الأغنيات
و في طيّه العرس و المأتم

و في صدره سرّ هذا الوجود
فماذا يذيع و ما يكتم ؟