الشمس - عبدالله البردوني

أطلّت من الأفق بنت السماء
مغلّفة بالشعاع الندي

ووشّت بساط الفضا بالسنا
و باللّهب البارد العسجدي

و بالوهج الدافيء المشتهي
وبالمنظر السحري الأجود

فجنّت بها نشوات الصبا
و فاضت بصدر الضحا الأمرد

و أهدت سناها السماوي إلى
رءوس الربا و اثرى الأوهد

إلى الطود و السهل و المنحنى
إلى الماء و الطين و الجلمد

إلى الكوخ و القصر مهد الغنى
إلى السوق و السجن و المعبد

ووزّعت النور في العالمـ
ين و جادت على العبد و السيّد

على المترفين على البائـ
سين على المجتدى و على المجتدي

و أدّت رسالتها حرّة
إلى أقرب الكون و الأبعد

جرى عدل بنت السما في الوجو
د حفيا بجيّده و الردي

و أنفقت النور أمّ الضحا
فزادت ثراء إلى سؤدد

و أربت جمالا وزادت سنا
ونورا إلى نورها السرمدي

و طالت حياة فما تنتهي
من العمر إلاّ لكي تبتدي

و أعطت فدام سنا ملكها
جديد الصبى دائم المولد

و ما زادها كثر إنفاقها
سوى الترف الأكثر الأخلد

***

لقد ضرب الله أمثاله
و من يضلّل الله لا يهتدي