أخر جديد - عبدالله البردوني

مولاتي ، يا أحلى الأحلى
عندي لك ، أخبار عجلى

قالوا عن ؟((حورية)) أمتلئت
فتنا ، أغلى ما في الأغلى

نهداها : كبر شموخهما
خدّاها ، نظرتها ، النجلا

أنّى خطرت ، لبست حقلا
من غزل ، وانتعلت حقلا !

فهنا وهناك ، لمشيتها
تأريخ ، يستهوي النحلا

أملاه يوما منطعف
والريح ، اعادت ما أملى

((وثريا)) اجنت ، وحواها
عشّ ، فاخضوضر واخضلا

وحكى عن ((مريم)جيرتها
ميعادا ، ولقاء نذلا

حتى عرّاها إخوتها
من اكفان الحسب الأعلى

وانحلت عن ((يحى)) قمر
واستهوت مطلاقا كهلا

***

لكن ، أأقصّ لغاليتي
من آخر أخباري فصلا

إني وحدي ، والبرد على
أنقاضي ، يسقط كالقتلى

أجتر الطين ، وأعزفه
وأغنّي ، للريح الشكلى

***

بالأمس ، شدا المذياع ، هنا
فشممتك ، اغنية جذلى

وكزهر الرمّان اختلجت
شفتاك ، وخفّتك الخجلى

وتناغى الطيب ، كعزّاف
ولدت قيثارته الحبلى

وكأن لقاء يحضننا
أرجو ، فتجيدين البذلا

***

واليوم ، تقمّصني قلق
مجنون، لم يعرف منهلا

فتقاذفني التّجوال كما
تستاق العاصفة الرملا

فعبرت زقاقا مأهولا
وزقاقا ، هرما منحلا

وترابا ينسج أقنعة
لوجوه لم تحمل شكلا

وطريقا سمحا أسلمني
لمضيق يلتحف الوحلا

وإلى سوق في آخره
منعطف ينشدني أهلا

وسـألت هنالك ((فلفلة))
عن دارك فادّعت الجهلا

أولا تدرين ، تلقاني
عبق ، من شرفتك انهلا

وهناك جثوت ، أعبّ صدى
حيّا ، واعيد صدى ولى

وإخال الممشى يسترخي
ويلحن خطرتك الكسلى

فأصيخ ، إلى ما لا أدري
وأضم ، الهرة والطفلا

ورآني الباب ، فمد على
كتفيّ ، الخضرة والظّلاّ

وحكى لي ، كيف تلاقنا
في تلك الأمسية الكحلى

ومتى تأتين ؟ أيخبرني ؟
وتلعثم ، بالخبر الأجلى

***

والآن ، رجعت ، كما تسري
في الغاب ، القافلة العزلا

هذا ما جدّ ، ولا أدري
ماذا سيجدّ ، وما يبلى