أنا الغريب - عبدالله البردوني

غبت في الصمت و الهموم الضّواري
والأماني و الذكريات السواري

و تغلّفت بالوجوم وواريـ
ت همومي في صمتي المتواري

و خنقت اللّحون في حلق مزما
ري و أغفى على فمي مزماري

و انطوت في فمي الأغاني و ماتت
نغمي في حناجر الأوتار

و تلاشى شعري و نام شعوري
نومة اللّيل فوق صمت القفار

و تفانى فنّي و لم يبق إلاّ
ذكريات الصدى بشجو ادّكار

و خيال النحيب في عودي البا
كي و طيف النشيج في أسراري

***

و كأنّي تحت الدياجير قبر
جائع في جوانح الصمت عاري

و أنا وحدي الغريب و أهلي
عن يميني و إخوتي عن يساري

و أنا في دمي أسير ، و في أر
ضي شريد مقيّد الأفكار

و جريح الإبا قتيل الأماني
و غريب في أمّتي ودياري

كلّ شيء حولي عليّ غضوب
ناقم من دمي على غير ثار