الشاعر - عبدالله البردوني

طائر عشّه الوجود و قلب
ملهم عاشق وروح نبيلة

ركّب الله في طبيعته الفنّ
و في فكره طموح الفضيلة

ينشر اللّحن في الوجود و يطوي
بين أضلاعه الجراح الدّخيلة

يفعم الكون من معانيه شهدا
ورحيقا حلوا و يطفي غليله

و يوشّي الحياة سحرا كما و شّـ
ت خيوط الصباح زهر الخميلة

و فنونا ألذّ من بسمة الطفل
و من نسمة الصباح العليلة

و حوارا أرقّ من قبل الحبّ
على وجنه الفتاة الجميلة

أنت – يا شاعر الحياة – حياة
و " كمنج " حيّ و دنيا ظليلة

تعشق النور و الندى و سموّ الـ
روح في النشّ و العقول الجليلة

و تحبّ الطموح في الأنفس العظمى
و تحنو على النفوس الضئيلة

تستشفّ الجمال من ظلم اللّيل
و من زهرة الربيع البليله

من سكون الدّجا و من هجهة الصحـ
را وحشة القفار المهيلة

و ترى الورد في الغصون خدودا
قانيات و اللّيل عينا كحيلة

قد عرفت الجمال في كلّ شيء
و تغنّيت همسة وهديله

و توحّدت للجمال تناجيه
وللفنّ تستقي سلسبيله

ورفضت النفاق و الزور و الزلـ
فى و خلّيت للورى كلّ حيله

و نبذت الرواغ و الملق المخـ
زي و أعباءه الجسام الثقيلة

لم تحاول وظيفة المنصب العا
لي و لا تبتغي إليه وسيلة

لا و لا تعشق النقود اللّواتي
نقشتها يد الحياة الذليلة

قد تخلّيت للجمال تناجي
هالة الوحي و السماء الصقيلة

فرأيت الفضائل البيض في الدنـ
يا و لم تلمح الحنّى و الرذيلة

عشت في الطهر للخيال توف
يه كما وافت الخليل الخليله

طائرا عن عوالم الشر لما
أودع الله فيك روحا غسيله .