فوضى داخلية - جابر أبو حسين

هذا فضاؤُكِ‏
يا غزالةُ‏
فاملئيهِ،‏
وخفّفي الوطءَ،‏
اسبقيني‏
وادّعي‏
بأصابعي،‏
إن تدركيني‏
فاتركيهِ،‏
واطلعي‏
من قريتي‏
كمواجعي.‏
هذا خفيُّكِ‏
يا غزالةُ‏
فاقتليهِ،‏
وشذّبي اللومَ،‏
اقتليني‏
وارفعي‏
من دافعي‏
***‏
غادرتُ منْ شعري‏
إليكِ،‏
شعرتُ منْ خوفي‏
عليكِ،‏
بأنَّني نبضٌ‏
لديكِ،‏
وأنَّني أمٌّ‏
تُهدهِدُ عمرَها‏
في مقلتيكِ...‏
هَمتْ على قلقِ الطريقِ المنحني‏
بعد الفضاءِ‏
مدامعي.‏
***‏
جاءَ الشتاءُ..‏
أتى الربيعُ..‏
وبينَ بينهما خريفٌ طَيِّبٌ جداً،‏
وما زالتْ قُراكِ هنا،‏
تطالبُ وحدتي‏
بمدائنٍ سكنتْ ثيابي...‏
يا لَها للصيف!‏
ليت مجرَّتي‏
يوماً تُهدّئُ رأسَها‏
وتريحني من عودتي لمراجعي.‏
إنَّ الذي جرحَ السما‏
في داخلي،‏
ما زال مختبئاً هنا‏
في أضلعي.‏
خلف الضجيحِ‏
تسافرُ الأنثى،‏
وكلُّ مُذنَّبٍ ذكرٍ‏
يمرُّ سيدّعي‏
***‏
لم تَحتَفِ الريحُ الجديدةُ بالغبارِ‏
ولم تصفّقْ عندما علمَتْ‏
بأنَّ النجمَ فردٌ‏
منْ سلالاتِ الغبارْ.‏
وذرتْ ملامحَها‏
وفلسفةَ الترابِ‏
وخطَّ غطرسةِ النضارْ.‏
لا الليلُ يعتقُ نجمةً هرمَتْ‏
ولا يأتي النهارْ.‏