رقصتان - جابر أبو حسين

-رقصة 1-‏
قالتْ: أزفُّ إليكَ صمتي‏
أنتَ.. ماذا؟‏
قلتُ: أبكي‏
كي يمرَّ سديمُ صمتِكِ كالندى...‏
أنا ربُّ هذا الماءِ‏
لي في سرّةِ الينبوعِ أغنيةٌ‏
تراقصُ بوحَ عريكِ‏
صرتُ نهراً..‏
هل رأيتِ؟‏
سيستمرُّ الرقصُ حتماً‏
ها هو النهرُ العظيمُ‏
يصيحُ:‏
بعدَ مسافتينِ‏
ورقصتينِ‏
أصيرُ بحراً‏
كنتُ أنظفَ قبل هذا الركضِ‏
إنّي الآنَ أعمقُ‏
أستطيعُ الآنَ‏
أنْ أبكي على كلّ السهولِ‏
وأرتمي فوقَ الجبالِ‏
مغّنياً‏
غنّي إذا أحببتِ‏
أن تلدي العصافيرَ النظيفةَ‏
من يديَّ‏
غداً تذوب أصابعي‏
لأصبَّ في الينبوعِ موسيقا‏
وأخلقَ رقصةً أخرى‏
ولا.‏
-رقصة 2-‏
ليلاً‏
سأكتبُ موجَ قلبي‏
علّقي عينيك في ظلماته قمرينِ‏
وامتهني الأسرّةَ والبريقْ.‏
جسدي الطريقْ.‏
شفتاكِ حلمُ فراشةٍ‏
يأوي إلى أزهارِ نومِهما الحريقْ.‏
في السرّ كنتِ ستكتبينَ إليَّ‏
كنتُ سأعلنُ:‏
التفاحُ ينضجُ بالكتابةِ‏
ثمَّ أبقي الأمرَ سرَّاً كي تنامي،‏
ثمَّ أهمسُ:‏
قامَ في شبّاكنا شجرٌ كثيرٌ‏
مَنْ سيجمعُ- غيرنا-‏
الأوراقَ‏
والتفّاح والثمر الغيورْ؟‏
وأنا على نفسي بنفسكِ‏
من أناكِ‏
أنا تدورْ.‏
مَنْ يطلقُ الجبلَ المحايدَ‏
نحْوَ أجنحةٍ لها في الطورِ... نورْ؟‏
ويعودُ للوادي‏
ليأكل حنطةً أزليةً ومهاجرةْ.‏
مَنْ يحتمي بالنارِ‏
خوفَ الهاجرةْ؟‏
منْ يلبسُ الأمواجَ والذكرى‏
ليصبحَ قابلاً للرقصِ‏
في أي السواقي العابرةْ؟.‏