رقعة للرثاء - طالب همّاش

ليسَ للحبّ سيفٌ أخيرٌ‏
سوى ما يقطّعُ أوردةَ الروحِ‏
في ذروةِ الهذيانِ‏
ويجتثّ منها شفافية القطنِ‏
ليسَ لهُ غيرَ لطمِ المواويلِ‏
والدمعِ وهو يسيلُ من العينِ‏
كالماسِ‏
فوقَ ندامةِ ثلجٍ حزينٍ‏
فكيفَ أدثرُ روحي من البردِ؟‏
في أيّ ليلٍ أبادلُ حزنَ النجومِ بحزني؟‏
وكيفَ ألاعبُ تلك العصافيرَ؟‏
وهي تشقشقُ قمصانَ زرقتها‏
دونَ قلبِ امرأه‏
يتسقطُ وقعَ الخريفِ على الروحِ‏
تحتَ سماءٍ مكفّنةٍ بالغيومِ‏
كأنْ ما يجيءُ مع الليل ليس السوادَ‏
بل الحبّ‏
مختبئاً بنعاسِ المرايا‏
يفيضُ بمعناهُ بين النوافذِ مثل الغريبِ‏
وينأى‏
كهدهدةٍ مرجأهْ‏
ليسَ للحبّ سيفٌ أخيرٌ‏
سألتُ الأغاني التي تتألّمُ في المهدِ‏
والقمرَ المتكسّرَ في الليلِ‏
لكنني لم أجدْ صخرةً‏
لأريح عليها عنائي الطويلْ‏
ولا أغنيهْ‏
لتبلغَ روحي نايَ الهديلْ‏
فأيّ امرأهْ‏
تَحْدِل الحزنَ عن وجهيَ الطفلِ‏
حين يغيبُ الهلالُ؟‏
وأيّ غزالهْ‏
تمسُّ على النبعِ قلبي‏
مسّ السحابةِ بالسلسبيلْ؟‏
كلُّ ما يتركُ الحبُّ في الروح‏
محضُ غناءٍ محتهُ سنونُ الطفولةِ‏
لكنْ وقبلَ التماع البروقِ على الغيمِ‏
يشتعلُ الرأسُ شيباً‏
ويفترقُ الناسُ كلّ إلى "حزنهِ"‏
وحدهُ الحبُّ يمشي لزاويةٍ في الجدارِ‏
أُعدّتْ له مسبقاً‏
في ظلالِ الأصيلْ