آخر الأربعين - طالب همّاش

كما لو تركتَ عزيزاً يموتْ!‏
وبرّأتَ روحكَ من حزنها،‏
ومسحتَ بعشر أناملَ‏
حائطَ حزنٍ صموتْ!‏
كما لو بكيتَ ولم يسمعِ الخلقُ‏
من صوبِ داركَ صوتْ.‏
وسمّيتَ موتكْ..‏
وسمّاكَ موتْ..‏
إلى أين تمضي؟‏
ولم تبلغِ الريحُ بعدُ يتاماكَ،‏
لم يبلغِ الخمرُ منتصفَ الليلِ‏
حتى يراكْ..‏
إلى أين تمضي تجرّكَ مثل الغريبِ‏
إلى هوّةِ اليأسِ والانتحارِ يداكْ؟‏
وتجلسُ كهلاً‏
على بابِ بيتٍ قديمٍ‏
تحدّقُ في آخرِ العابرينْ.‏
وتنتظرُ الموتَ مثل الحصانِ الصبورِ‏
يجيءُ الصباحُ ويمضي المساءُ‏
ويقتربُ العمر من آخر الأربعينْ.‏
كما لو تركتَ عزيزاً يموتْ..‏
مضتْ كلُّ تلك السنينْ!‏