القسم الثالث: أيقونة الخسران حمال الحطب - طالب همّاش

كَلَّ الكمانُ من الشجى حزناً‏
فموَّتَ وانتحبْ.‏
وارتدَّ عمرُ الناي عن أُنسي‏
وفي حزنٍ حجازيٍّ ذهبْ.‏
لمْ يُبقِ هذا الليلُ غيريَ ساهراً‏
في ركنهِ النائي‏
تسامرني المدامةُ والتعبْ‏
تبَّتْ يدُ الأيامِ عن روحيْ‏
لقد هرمتْ،‏
وملَّ العودُ أشجانَ الطربْ.‏
أينَ الأغاني من أغاريدِ الصبيّةِ‏
كلّما لاحتْ بجرّتها على دربِ العنبْ؟‏
لوكانَ هذا الحزنُ أيلولاً‏
لكنتُ حفرتُ قبري تحتَ أشجارِ الخريفِ‏
ونُحتُ مثلَ الريحِ يا أبتيْ‏
على هشِّ القصبْ.‏
لكنه برءُ الدموعِ من الدموعِ،‏
ولمسةُ الودِّ الشفيفةُ في التعبْ.‏
كلُّ الذين بعمرنا‏
قطعوا جذوعَ حياتهمْ ومضوا‏
وفي بوابةِ البستانِ وحدي‏
صرتُ حمَّالَ الحطبْ.‏