ذنوبي طمت والعفو أولى وأجمل - أبو الهدى الصيادي

ذنوبي طمت والعفو أولى وأجمل
ومن ذا الذي يرجى سواك ويسأل

بذيلك ذرات الوجود تعلقت
لأنك يا طه تقول وتفعل

ففي هذه الدنيا وفي الحشر واللقا
على فضلك العالي المنار المعول

مقامك محمود وقدرك شامخ
وشأنك في نشء الحقائق أول

وبابك مفتوح لكل مؤمل
وأنت على كر الدهور المؤمل

لك الرفرف المرفوع في حضرة الرضا
ومن أنت تؤويه فحاشاه يخذل

لواؤك منصور وأمرك نافذ
وتاجك بالنص المضيء مكلل

فيا نقطة الجمع التي ضمن فرقها
شموس براهين الهدى تتهلل

بروزك في عين المثال حقيقة
وفي طورك الشيطان لا يتمثل

منحت وأوضحت المعاني تفضلا
وأنك نعم المانح المتفضل

على طولك السامي الجناح وجاهك العريض
اعتمادي إذ أروح وأقفل

وأنت حمى جاهي ووجهي وموئلي
وعزي وفي الدارين مجدي المؤثل

بذلي إلى أطراف ذيلك التجي
وأبسط كفي خاشعا أتململ

لئن ردني الأغيار بغيا فإنني
ببابك مقبول الجناب مبجل

ولي نسب ينمى إليك عقوده
بها أهل ميراث العبا تتسلسل

تنظم فيه من قريش حجاجح
بهم قامت العليا تميس وترفل

أيهدم بيت أنت أس بنائه
وتخزى وجوه طورها بك يجمل

وحقك حاشا أن يساء عصابة
محاسنهم عن جفر قلبك تنقل

إليك أبا الزهراء طارت سرائر
وزمت قلوبا بيضها ليس تعقل

وناجتك من كن الضمائر ألسن
فصاح بآيات الضراعة تزجل

وقد رفعت بالإنكسار عرائضا
تصان لها الأعراض فيك وتقبل

ابا الطيب الغوث الغياث تكرما
وعونا فداء القلب بالكرب معضل

وأنك يا جد الحسين برمشة
تقد حبال الكرب والأمر يفصل

تدارك رسول الله فضلا فإننا
بجاهك يا خير الورى نتوسل

أتيناك يا سر الوجود خواشعا
وعن بابك المعمور لا نتحول

نناجيك نجوى المستجير أغث أغث
فطرفك حاشا عن مناجيك يغفل

رفعت شراع الحادثات بهمة
إلهية ٍ تعلوا ولا تتنزل

وبدرك يا شمس الوجودات لم يزل
باشرف أبراج العلى يتنقل

لك الدولة الأولى لك الصدمة التي
لها الارض من أكنافها تتزلزل

لك الأمر في حزب النبيين كلهم
وأنك أعلاهم جنابا وأفضل

مقامك ما حاذاه في قبة العما
برفعته العظمى نبي ومرسل

فيا سند العليا ويا عين أهلها
ويا من إلى أعتابه الفسح يرحل

بجاهك عند الله يا سيد الورى
بما لك من شأن به الخصم يفشل

بسر علوم أنت خازن سرها
حباك معانيها الكتاب المنزل

أغثنا وأدركنا فإن قلوبنا
لها بحمى أبوابك البيض محفل

عليك صلاة الله ما انهل صيب
ولا مس ريحان الرياض القرنفل

وآلك والصحب الكرام جميعهم
نجوم الهدى من عنهم الدين ينقل