إلى كرم الرسول أمد كفى - أبو الهدى الصيادي

إلى كرم الرسول أمد كفى
وأطلب فضل إحسان الرسول

يالائمي في الهوى العذري معذرة
من ذي وجود تردى بردة العدم

مكتوبة بمداد الدمع مرسلة
مني إليك ولو أنصفت لم تلم

عدتك حالي لا سري بمستتر
لدى الفريق ولا السلوان من شيمي

عجزت لا لوعتي تخفى بوارقها
عن الوشاة ولا دائي بمنحسم

محضتني النصح لكن لست أسمعه
وقد شددت على عهد الهوى حزمي

وكيف أصغى لعذالي وإن نصحوا
إن المحب عن العذال في صمم

إني اتهمت نصيح الشيب في عذل
وانحط حيلي ولكني علت هممي

والحيل شاهد حال لا دفاع له
والشيب أبعد في نصح عن التهم

فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت
يا حسرتا بصنوف الوعظ والحكم

نفس لقد شطحت طيشا وما انتذرت
من جهلها بنذير الشيب والهرم

ولا أعدت من الفعل الجميل قرى
طلائع بسوى الإنذار لم تقم

منها تخلل وجهي لو دريت سنا
ضيف ألم برأسي غير محتشم

لو كنت اعلم أني ما أوقره
بالعلم والحلم والإخلاص والكرم

سترته بردا الحناء أو بيدي
كتمت سرا بدالي منه بالكتم

من لي برد جماح من غوايتها
بجاذب من شؤن الزاجر العزم

يردها لطريق الرشد خاشعة
كما يرد جماح الخيل باللجم

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها
إذ المعالي بطوع النفس لم ترم

عليك سلام ربك ما تهادت
قوافل قاصديك مع الطلول

وما استدعى نداك كسير قلب
ونال الجبر منك لدى المثول

فإنك أنت باب الله حقا
وأعظم من يؤمل من رسول