حيرتنا عجائب الآثار - أبو الهدى الصيادي

حيرتنا عجائب الآثار
وتجلي ليل الدجى والنهار

وإشارات دولة السر والبأس
الإلهي بصولة الإظهار

وشؤن الأيام والطي والنشر
ودور الإيراد والإصدار

والخفا والظهور والغيب والطور
الشهودي وجولة الاقدار

والعمى والعيان والوهم والفهم
وتمزيق فرقة الأغيار

حكم عند نسجها الحيرة المحض
لكل الالباب والافكار

حكم نظم درها بيد القدرة
سار بخيط أمر الباري

حكم دونها انعقاد معاني
همم العارفين والاحبار

حكم حام حول رحب حماها
جحفل الأنبياء والانصار

حكم ما لها انقضاء ولا دور
مداها انتها وذا السر سار

حكم قام أمرها مع سر الأمر
فالأمر مثلما هو جار

حكم أفرغت بقالب وهب
وعظاء للسيد المختار

فانجلى شأن عزها بيد الجود
ودارت على الكرام الكبار

عرفوا الله بالنبي وفازوا
ودروا فيه حكمة الجبار

وبه شاهدوا من الأثر المحض
الإلهي حقائق الأسرار

فرأوا أنه مدار معالي
جمع آثار قدرة القهار

وهو عين العمى التي بعماها
قابلتها الآلطاف بالأبصار

فجلت غيهب العمى بجلال
قد غشاه الجمال بالأنوار

ودروا أنه حقيقة كل الأمر
عند الإظهار والإضمار

وهو باب الوصول لله والجاه
العريض الحامي من الأكدار

فلتعظيم قدره قال كل
حيرتنا عجائب الآثار