إليك ركبان ألباب الفحول سعت - أبو الهدى الصيادي

إليك ركبان ألباب الفحول سعت
يا رحمة كل شيء في الورى وسعت

يا سيد السادة الغر العظام ويا
شمسا ببرج سماء الحق قد لمعت

ويا مدار علوم الغيب يا علم الآلاء
إن وصلت معنى أو انقطعت

يا حكمة الأمر في كل الأمور وعنوانا
بديعا به الأسرار قد جمعت

يا نكتة الطلسم البحت الخفي عن الأبصار
واللمعة الأولى التي سطعت

يا طية النشر يا برهان دائرة النشيء
الأصيل التي تحت العما شرعت

ها أنت دولة قدس طالما منحت
بلا انقطاع وعدلا واضحا منعت

وأنت سر لسان روح حكمته
علت عبارتها شأنا وقد برعت

وأنت سطوة عز عند حضرتها
هامات اعيان كبار الورى خضعت

وأنت جولة بحر عين مدتها
في العالم الأزلي المحض قد نبعت

وأنت رتبة صدق دون رتبتها
كل المراتب حطت مثلما رفعت

وأنت دائرة العلم المقدس والأذن
التي كل أسرار الكتاب وعت

وحدت في عالم الإبداع منزلة
فجئت ذاتا على التوحيد قد طبعت

طويت قلبا به نور البروز بدا
وعين فضل على كل الورى اطلعت

فكم إلى الله عبدا خالصا وصلت
وكم له من خبايا سرها دمعت

يا حضرة كلما ضاق الوجود لخطب
مدهش الكرب فضلا بالرضا اتسعت

ويا محجة علم فصل حجتها
أسيافه حبل أرباب الغوى قطعت

ويا رقيقة مجد من حقيقتها
حقائق الكون في أطوارها انتفعت

ويا سراط سلوك عن مطارقه
وحدها كل آمال الملا انقطعت

ويا عروس جمال حل جلوتها
لشأنها الحجب عن ألواحها ارتفعت

ويا حقيقة توحيد مكانتها
بمئزر الصدق في خدر العما ادرعت

ويا إماما علت أحكام حكمته
وعندها هامة الإذعان قد هطعت

لي فيك ظن جميل لا يحول ولي
يد سوى بابك المقصود ما قرعت

فانظر بعين الرضا حالي وقل وقد كرما
عليك مني سحاب الفصل قد همعت

وارحم خضوعي وأوصل رأفة رحمي
واجبر بفضلك قلبا روحه جزعت

حاشاك أن تقطع المسكين عنك وقد
أتى بصحة قصد عنك ما رجعت

وأنت أكرم من يحمي الدخيل ومن
في بر ميدانه خيل الهوى صرعت

صلى عليك إله العرش ما غربت
شمس النهار وفي أبراجها طلعت

وآلك الغر والصحب الأعاظم ما
إليك ركبان ألباب الفحول سعت