أواه من هذا القليب القاسي - أبو الهدى الصيادي

أواه من هذا القليب القاسي
صعب القياد علي غير مواسي

أدعوه للسنن القويم فيلتوي
في غفلة عن دعوتي وتناس

وخديعة الدنيا وداعية الهوى
ودسائس الخناس والوسواس

غارت على ضعفي فقلت حيلتي
وفقدت خلاني الكرام وناسي

وبقيت رهن النائبات تلوكني
أم الخطوب بأصعب الأضراس

غوثاه يا شرف الوجود ورحمة
يا صفوة الباري من الأجناس

يا أيها المختار من هذا الورى
يا نور عين السادة الأكياس

لمعت شموس هداك في افق العلى
فجلت قتام حنادس الأغلاس

وأتت صفوف المرسلين فكنت في
عظمائهم جبل الكمال الراسي

وعلت شمائلك الكريمة مطلقا
أبدا شمائلهم بكل قياس

روحي فداء تراب نعلك إنه
شرفا يفوق عصائم الألماس

يجري بقلبي ذكرك العالي فيغتيني
عن الخلان والجلاس

ويمر بي معناك يا علم الهدى
فأغيب بالاشواق عن إحساسي

وإذا تكاثفت الهموم فذكر وجهك
يا حبيبي باعث إيناسي

كم هز مدحك عاشقا فغدا يميل
له كغصن البانة المياس

يا سيدا هو في الظهور وفي الخفا
للأنبياء الزهر تاج الراس

حبيك لليوم المهول ذخيرتي
ووسيلتي للعز بين الناس

وإذا مدحتك فارقا أو جامعا
أنسا يرنحني شميم الآس

أنا من علاقات الورى عار ومن
أمراط حبك بالمفاخر كاس

إني قصدتك وافدا بقصيدة
درية وتجارتي إفلاسي

صلى عليك الله والآل الذين
الله طهركم من الأرجاس