تجردت عني بل عن الأهل والصحب - أبو الهدى الصيادي

تجردت عني بل عن الأهل والصحب
ووجهت وجهي فإني الرسم للحب

تقلب قلبي بالغرام على لظى
فلله ما أسطى الغرام على القلب

يمر بعيني الليل والدمع كحلها
وبين الكرى والعين معمعة الحرب

ألا يا موالي الذين لأجلهم
بكائي جرى داميه ينهل كالسحب

بحق الهوى رفقا بحالي فإنني
غدوت خيالا دون قافلة الحب

أهيم إذا الحادي ترنم باسمكم
كأني شربت ألخمر من حانة الغيب

وأخرج من طوري إلى مشهد الفنا
وللسر حال صين عن دنس الريب

رويدك يا حادي النياق فمهجتي
مقرحة صدعاء تسعى مع الركب

كأني بها والمزمعون لطيبة
سراعا سروا شعثاء تنقض بالدرب

وللوجد فيها زفرة أي زفرة
وشب من الأشواق ناهيك من شب

معاني الهوى مردودة القصد إن تكن
لغير أبي الزهراء واسطة الرب

إمام النبيين الكرام وصدرهم
وأعظمهم في طوري الوهب والسلب

وأكرمهم في حضرة القرب منزلا
وسيدهم في مشهد البعد والقرب

تجلت له الآيات فهو منارها
وشيخ معانيها المصانة في الكتب

أفاض علوم الله في الأرض كلها
وفاضت أياديه على العجم والعرب

ألا يا رسول الله غوثا لضارع
يناديك معقود اللسان من الذنب

وقد صدعته الحادثات بهمها
وهل في الورى إلاك للصادع الصعب

أمولاي إني مستجير وخائف
وللوزر نيران تأجج بالكرب

فجد كرما وارحم صميم قرابتي
وخذ بيدي يا صاحب الكوثر العذب

وصلى عليك الله في كل لحظة
وآلك أعيان البرية والصحب

لكل امرء في الحب شأن ومذهب
وحبك بعد الله يا سيد حسبي