الله أكبر هذه الآثار - أبو الهدى الصيادي

الله أكبر هذه الآثار
منها بسابق خلقها أسرار

فلكل شيء حكمة وحقيقة
حارت بفهم ضميرها الأفكار

والكون لو حققته وفهمته
كنز وفيه شؤننا الأضمار

بستان رمز مغلق بطرازه
أرواحنا برياضه الأطيار

هو مستعار كالوديعة عندنا
وكأننا الملاك والأمار

فاعجب بحقك من عبيد عجز
يتصرفون كأنهم أحرار

فالمرء منا لو تفكر ثوبه
حال اغتسال ذاق كيف يعار

وإذا انتحى بيت الخلا متبصرا
خضعت به في ذاتها الأطوار

وإذا مشى في البر أدرك أنه
فرد وظل الدار والدينار

ووجوده إن نام أرشده إلى
ترك الوجود ونومه الأجبار

وبنفس هيكله بكل دقيقة
يتبارز الأخطار والأخطار

فالجوع والشبع الكثير كلاهما
خطر وتحت كلاهما مخطار

والبرد والحر الوفير وما هما
طويا به والطمس والابصار

والسمع والصمم الثقيل وعلة
وشفاؤها والبسط والأكدار

والأمن والخوف المريع وغيره
ينبيه كيف تمزق الأغيار

نشر وطي فيهما لمفكر
حال به تتسلسل الأدوار

ليل تدور عليه أحكام الدجا
ويليه في دور الشؤن نهار

والكل للرجل الرشيد حقائق
تجري بها في سفنها الأقدار

فإذا عرفت بقاء نفسك فانيا
أدركت كيف إلى الآله يسار

وعلمت أن الفعل ظاهر فعله
وهو القدير الفاعل المختار

فانزع لعمرك ثوب وهمك بالسوى
فالجهل عند ذوي البصيرة عار

واصرف وجود الروح للباب الذي
من فضله تتنزل الأسرار

والحق بأرواح الأغراء الألى
فهم الكرام السادة الأخيار

رأوا الوجود بنور عين بصرة
فرأوه ظلاما لديه قرار

وتفكروا الصنع القديم وحادث الططرز
الكريم فضاءت الأبصار

وتمسكوا بطريقة الرحمن عن
صدق وحقق فيهم الإيثار

وتجردوا عنهم فهم بين الورى
الأحرار والأمار الأبرار

علقوا بذيل محمد شمس الهدى
وعلى طريقته الكريمة ساروا

فهو الحبيب الهاشمي المرتضى
طه الذي اسرى به الجبار

فرقان علم الله إنجيل الرضا
توراته وزبوره المختار

فلك العناية سمك كل حقيقة
عرش الطريقة بحرها الزخار

تاج النبيين الكرام إمامهم
والغوث مهما كرت الأعصار

باب الإله حبيبه مختارة
مجلى رضاه وسيفه البتار

ناموس برهان الهدى قاموسه
قمر القبول ونجمه السيار

مصباح منهاج الفتوح ونوره
ملئت به الأنجاد والأغوار

سلطان حزب الله صاحب أمره
فيما ارتضى الجبار والقهار

داعي الفلاح إلى النجاح وصدرها الجحجاح
والحماد والشكار

مولى الأيادي مظهر الشرف الذي
شهدت برفعة قدره الكفار

وعليه سلمت الغزالة مثل ما
بيمينه قد سبح الأحجار

وبريقه التأم الجروح وطرفه
شقت لرمشة عزه الأقمار

وبيوم بدر ضاء بدرا حين لم
يثبت مهاجرة ولا أنصار

وأعز دين الله في أحد وقد
وقدت لذلته هناك النار

وبنو النضير تحزبوا فأبادهم
حتى تحير فيهم النظار

خفقت له في فتح مكة راية
في الخافقين سرت لها أخبار

والرعب يسري للجوانب قبله
فتراع قبل وروده الاقطار

وجيوشه فيها ملائكة السما
جهرا يراها العسكر الجرار

ذلت ملوك الارض طرا لاسمه
فالكل منهم خائف فرار

وعلت به الفقرا وعز ذليلهم
وحمي به مضنى الحما والجار

وأبان للعدل القويم حدوده
فبه استوى كبر الورى وصغار

كل أمين من غوائل غيره
بالشرع يمضي اينما يختار

ولقد تساوى بالحقوق بشرعه العالي
رعاة البهم والكبار

ألقى بهم أدب الديانة والتقى
ولكل شخص منهم مقدار

أحياهمو نظر النبي وحبذا النظر
الذي تمحى به الاوزار

ما الكيميا قلب الحجارة فضة
بل أن تزيل الظلمة الأنوار

لله من ركن عظيم شامخ
يعزى له الإيراد والإصدار

وافى لنا بكتاب هدي بين
تفدي لحكمة نصه الأعمار

وأتى ببرهان جلي كلما
حسدا طووه اقامه الإظهار

عجبا وإن عميت قلوب حواسد
هل تعمى عن شمس الضحى الأبصار

مدد وإيمان ونور لامع
إنكار جاحده له إقرار

يا خير خلق الله يا من جوده
بحر وفي أعتابه الإيسار

يا من تخلق بالتواضع رحمة
وببابه قد تقبل الأعذار

لك همة قدسية نبوية
لجأت لها الغياب والحضار

روحي الفدا لتراب قبرك إنه
كنز الندا والطلسم المضمار

يا قلب يمم ضمن فكرك رحبة السامي
إذا ما نابت الاضرار

حيث المراحم والمغانم والهدى
حيث القبول وحيث تحمى الدار

حيث النبوة والفتوة والندى الطامي
وحيث على الدخيل يغار

حيث الفتوة والمرؤة كلها
بل حيث يؤخذ للضعيف الثار

رحب توسده الحبيب المجتبي
غيث الوصول الهاطل المدرار

علم العناية من أقيم بهديه
في العالم التبشير والإنذار

ورقى مقاما جل معنى قدرهب
عن أن يشق بما لديه غبار

مالي سواه لكل ما أملته
وبه يفارق رحبي الإعسار

وأرى به نور السعادة ينجلى
وتحفني من فضله الاستار

وتمد لي منه اليمين لعزتي
فهو اليمين وما لديه يسار

وأكون محفوظ الجناب بفضله
أبدا ولا تغتالني الأشرار

والسعد يخدمني بظل ركابه
وتسرني الآصال والابكار

واصير يوم الحشر تحت لوائه
في موكب وإلي فيه يشار

ويعم ذلك والدي وإخوتي
وبني كي تقضى لنا الأوطار

وتحف عائلتي وكل أقاربي
وأحبتي ويعز فينا الجار

صلى عليه الله ما انبلج الضحى
وترونقت بجماله الأسحار

والآل والأصحاب أصحاب التقى
فهم الصدور القادة الأطهار

والتابعين وكل عبد صالح
ما انشدت بالمصطفى الاشعار

أو ما شدا الحادي إذا وصل النقا
الله أكبر هذه الآثار