ترفق بي فديتك يا صفيي - أبو الهدى الصيادي

ترفق بي فديتك يا صفيي
ولا تقس المشوق على الخلى

وساعدني على غصصي فإني
ولعت بريم منعرج الغري

وفي الصدرين من تلك المضاحي
صدرت عن المناهل لا بري

أمر بها وينفحني شميم
يفوق لطافه المسك الشذي

يناجي الغرام لها بفكري
فوا لهفاه من ذاك النجي

وينشر في الهوى مطوي سري
فيمضي العمر في نشر وطي

وليل عجت الركبان فيه
وقد رج البقاع من الدوي

سبقت به الجنائب حين طارت
ضيف الجسم ذا وجد قوي

أروم ملاعب الغزلان مضنى
فحالة ميت بطراز حي

أشم من الغرى عرار نجد
على شطط النوى بعد العشي

ولي من هذه الأسرار معنى
أذوب لسر مشهده الخفي

كأن لطائف الآثار منه
رموز قد أشرن إلى النبي

هو المختار من كل البرايا
محمد صاحب النور الجلي

أجل الأنبياء بكل حال
وسيد حزبهم في كل زي

دعته المرسلون إمام مجد
تبوأ ذروة الشرف السني

ولاذ به الوجود وقام فردا
عظيم الخلق ذا قدر علي

سمو تقصر الأفلاك عنه
بمركزها الرفيع الأنوري

فداه أنا وجيلي من رسول
وصول هاشمي أبطحي

تحاضره القلوب مهيمات
فيجذبها إلى النهج السوي

وتحرز هدية في كل شأن
وتشهد نوره في كل حي

جداول بحره بالجود ماجت
فأغنت للفقير وللغني

جرت من فيض همته الأيادي
وعمت للقريب وللقصي

أذاق بعزمه للخصم سما
وترياق السعادة للولي

أحط برحبه رحلي وأني
نزلت بساحة البر الوفي

وأسأله التوسل للإله المهيمن
ربنا الملك العلي

فينصب الشفاء على مريضي
وينشط سالما من كل غي

وتشملني وعائلتي وقومي
يد الرحمن باللطف الخفي

فنجلى في مروط الستر دهرا
بدائرة الأمان السرمدي

ونحشر بعد أن نلقى المنايا
مع الهادي بروض عبقري

بسدرة مقعد الصدق المعلى
بعين الله في عيش هني

لدى أبائنا عقدا فعقدا
لفاطمة وسيدنا علي