علمتني الحياة - أنور العطار

نعيم التأني

علمتني الحـياةُ أنّ التأنّـي
شدّ مـا كـان غايةَ المُتَمَنِّي

فتزوّدتُ أيَّ زادٍ من الـصبر
وقـرَّبتُ حكمةَ الدهرِ مني

لستُ أختارُ أن أكونَ عجولاً
أدَعُ الغيبَ بين رجمٍ وظنِّ

قِسَمي لن تكون يوماً لغيري
فـلأعوّدْ نفسي نعيم التأنّي

الهوى طفلٌ

عـلّمتني أنَّ الطـفولةَ ألـوانٌ
وأنّ الهوى على الدهرِ طفلُ

إنْ كتمتَ الهوى كتمتَ التباريحَ
وإن بُحتَ فالفضيحةُ شغلُ

أو أطعت الهوى أطعتَ الأضاليلَ
ودربُ الـهوى هوانٌ وذلُّ

حار في كُنههِ الأساةُ فـما ينجي
حـذارٌ وليسَ يَردعُ عذل

الوجود صراعٌ

علّـمتني أنّ الوجودَ صـراعُ
لا يُجيدُ الصراعَ إلا شجاعُ

فتـقحَّمتُ غايتي غـير هيّابٍ
وللـنفسِ كـرّةٌ واندفاعُ

إنـمـا يحذرُ الـكفاحَ جبانٌ
ملءُ جنبيهِ رهـبةٌ وارتياع

والشّـجاعُ من دأبـهُ الحزمُ
ومَـنْ همُّهُ السُّرى والزماع