الذكرى - أنور العطار

ذكـرتكِ والـقلبُ نهبُ الفتونِ
رهـينُ الرؤى الحـلوةِ الوافيهْ

و "لبـنان" يـسبحُ فـي نشوةٍ
مـن السحرِ والحـبّ والعافيهْ

تـوشَّـحَ بالـعبقِ المسـتطابِ
وغـلغـل في البهجةِ الضَّافيهْ

ونـامَ عـلى شـرفاتِ الغمامِ
وطـافـتْ بهِ الخضرة الحاليه

تنـاثرُ فـوقَ الـروابـي قُراهُ
كـمـا تـتـناثرُ آمـالـيه

عـلى كـلِّ مـائسةٍ صـادحٌ
وفـي كـل وارفـةٍ شاديه

وتُصـغي الـوهادُ إلى قـصَّةٍ
مـن الحبّ تسردها الساقيه

وقـد أنصتَ الكونُ إلاّ صدى
يـردّدُ أنـسْودةَ الـراعـيه

تطـلَّعُ في زهـوها الراسياتُ
حنـيناً إلى عـودةِ الـثاغيه

ونـمَّ على الدربِ سحرُ الغناءِ
فأغـفى على النغمةِ الصَّافيه

وظـلَّ المـساءُ يحـومُ عـليهِ
ويـرعـاهُ بـالمقلةِ الـرانيه

وفي خـلوةِ الحـقلِ نبعٌ حبيبٌ
يـهدهـدُ أوجـاعهُ الباكيه

كـأنَّ عـلى النـبع ِ قيـثارةً
تنـوحُ مـلـوَّعةً شـاكيه

و (بـيروتُ) نائمةٌ في السفوحِ
تُتَمـمُ أحـلامـها الزّاهيه

تـرامتْ عـلى البحرِ مأخوذةً
تُـناجيهِ حـانيةً صـابـيه

رأيتُـكِ (لبـنانيَ) المـشتـهى
وجـنَّـتهُ اللذةَ الشّافـيه

وأبـصرتُ وجـهكِ يطفو عليهِ
ويـغمرُ أرجـاءهُ النائـيه

فغـابتْ مـسارحهُ الغـالياتُ
ولم يـبقَ غـيرُك يا (غاليه)