الآن - إباء اسماعيل

ما زلت أحلم بل
لقد استيقظت الآن
من تربتي الناريّة
وبدأت ُ أنسج حكايتي الجديدة
من أنامل الغربة الموشحة
بأزهار الليلك !...
هكذا لا على التعيين أطرق
أحرفي على جدارالصمت
لكأنّ الصمت صديق ٌ
وملاك ٌ
ونبيّ ٌ
لكل ِّ من يبحث عن ذاته
ولكل ِّ من يبغي آفاقه الجديدة ...
* * *
هذي تراتيل الكون
الذي ينبلج ُ كلَّ يوم
عن هيئات لا محدودة
من الكلمات ...
لكن الذي ننتظرهُ
عنيد ٌ مكابر
يريدنا أن نقتحمه
بذرّات عقولنا وأرواحنا ...
إذن , لماذا كل هذا التيه ؟!
* * *
الآ ن صباح الخير ,
لإستشراف ِأفق ٍ لم يولد بعد
لتحطيم الليل الذي
لا يريد أن يرحل
من دواخلنا ....
لاستنهاض عصافيرنا النائمة
لإشتعال شموع المستقبل
هذا الذي نرميه دائماً
وراء ظهورنا
وننساه كالماضي تماماً
فقط لأنه لم يأتِ الآن !
* * *
هذه الآن
هي هاجسنا
لكأنها لحظةًٌ خالدة
لا تموت ...
لكن ّ الآن ,
هي أولى اللحظات التي تموت !
وأولى الشموع التي تتحقق
أو لا تتحقق !
ماذا إذن ؟
بعد فتنة الآن ؟! ..
بل ماهيتها ؟!
وكيف تبرز ُ في سواد وجودنا
لكأنها ملكة العرش
الذي لا أحد يدرك
بأنه سيصبح بائداً عمّا قليل !
الآن ....
هي اللحظة المشتهاة
من الحرب والسلم
والقول والفعل
والروح والجسد
والحركة والسكون
والشّهوة والإبتهال
وهي لحظة الإستشهاد الإستُنائية
التي تفصل مابين حب ّ الدنيا
وحب الآخرة ,
تفصل مابين إرادة الله ,
وإرادة الشيطان !
تفصلُ ما بين النّور والظلامْ...
* * *
والآن عندك ِ يافيروز
لحظة أبدية :
(الآن الآن وليس غداً
أجراس العودة فلتقرع)
وستقرع أجراس الكنائس
وستزهر ُ مآذن الجوامع
بالإبتهالات النورانية ...
وستنقلب الشياطين على أعقابها
وستأتي ملائكة الرحمة
مرتدية ثوب الآن الأخضر الأبدي
يوماً ما ,
وليس الآن ! !