أَترى متى آتيك ووجهك أنظرُ - إبراهيم الحكيم الحلبي

أَترى متى آتيك ووجهك أنظرُ
واكون منتصباً ببيتك أَشكرُ

متمتعاً بجمال وجهك سامعاً
جوزوا الى فرحي للهيَّا واعبروا

حتَّام بي ظمأٌ وعندك منهلُ
الخيرات وافرةٌ تفاضُ وتزخرُ

بل ما أَحَبّ مساكن الرب الاله
وما اعزَّ وما اَلذَّ المنظرُ

طوباهمُ سكان بيتك دائماً
طول المدى تسبيحهم لا يفترُ

يا ربِّ أرجو منك يوماً واحداً
أن تقتبلني في ديارك احشر

كيما اشاهد نور وجهك ظاهراً
ولكي يظللني خباك الأنور

وتقوم لي من عن يميني حافظاً
وامام عيني لم أَزل لك ابصر

ارجوك تاتيني وعندي تصطفي
لك منزلاً واليَّ سرَّا تخطر

وتقول هذي راحتي ورضيتها
أَبداً واسكن ها هنا لا اصدر

وجعلت هذا القلب موضع راحتي
ربه أُقيم وفيه جهراً اظهر

ويصير قلبي منزلاً لك طاهراً
وبغير عيبٍ في سبيلك يعبر

وتكون أَنت نصيب قلبي علَّه
في كل حب غير حبك يكفر

وتميل من طرب اليك جوانحي
والقلب يحمد والجوارح تشكر

ولي افتحوا باب القداسة قبل ما
يأتي العروس ودونه يتسكَّر

هذا هو البيت الذي في ضمنهِ
خيرٌ يكلّ الوصف عنه ويقصر

هذا رجائي ثم هذي غايتي
القصوى وهذا ما بهِ اتفكر

هذا منائي ثم هذا مطلبي
هذا مرادي والذي أَتخير

فيه أُبلَّغُ كلَّ ما ارجوهُ من
خير وأُعطى فوق ما أَتصور

وبهِ اشاهد كل حسن معجبٍ
وهناك يسبيني الجمال الأَنور

وهناك خيرات تكل اللسن عن
اصحائها اذ ليس ممَّا تحصر

وهناك طغمات الملائك يسترون
وجوههم من هيبة تتوقر

وهناك سارافيمُ كل دقيقة
يعطون تسبيحاً جديداً يبهرُ

وهناك كاروبيم يهتف جمعهم
قدُّوسٌ أنت الله ربٌّ اقدرُ

وهناك قدس القدس هيكل مقدس
الاقداس يتلوهُ البهاء الأنورُ

وهنالك الثالوث يظهر نورهُ
متلألئاً والشمس منه تحقر

وهناك الحمل الذبيح عن الورى
اضحى يسودُ وانهُ لمظفر

وهناك ينبوع الحياة ومصدر
الفيض الذي خيراتهُ لا تجزر

وهناك من ينبوع جودك استقي
ماءً ينقي مهجتي ويطهر

ويداي اغسل بالنقاوة عندما
احتاط مذبحك البهي واشكر

وتقرُّ عيني ثم قلبي يمتلي
شبعاً اذا ما شام مجدك يظهر