لحاك الله في بلوى فعالك - إبراهيم الحكيم الحلبي

لحاك الله في بلوى فعالك
فما ازرى نكالك في مِحالك

تغشُّ برقَّةٍ وصفاءِ قلبٍ
فتصرعنا بكيدك واحتيالك

تذيق لبعض قومٍ عذب كاسٍ
وتسقي الاكثرين طلا نكالك

فكم غرَّبت في ريحِ أناساً
وقد خسروا الحياة مع الممالك

وكم غلَّلت من بطلٍ همامٍ
بدون الحرب اضحى في حبالك

وكم غرقت في ذا اللج قوماً
فباتوا مغمرين بسو وبالك

ألا يا غادراً يا شر باغٍ
إلامَ المَكرُ دوباً في اغتيالك

فلا كانت بك التجار تسعى
ولو اغنيتهم بمُنى نوالك

لقد اسقتينا غصص المنايا
وشمنا منك أنواع المهالك

فكم آليتُ في عمري بأَلاَّ
أحل الغمر حيثما أنت سالك

ولكنَّ الضرورة الزمتني
برمي النفس في هذه التهالك

فانجو من مكايدة الاعادي
رواة الكفر معوجّي المسالك

رعاة كالذئاب الغُبر تسعى
على زج الرعايا في المهالك

وقد صرنا بهذا اليوم طوعاً
أَسارى في يمينك مع شمالك

ألا افعل ما تشا فينا ونحن
لما فوَّقت فينا من نبالك

ولكن قد رجونا البكر مريم م
أمِ الربّ سيدة الممالك

لتُنجينَا بهذا اليوم ممَّا
أُصبنا بهِ ومن سوءِ المسالك