Happy new year - إبراهيم طيار

ستّوَن
احتفلوا بالسّتينْ
وأديروا الكأسَ وراءَ الكأسِ ..
على أفواهِ المحتفلين
النّخبُ الأوّلُ..
نكبتنا
والنّخبُ الثّاني..
نكستنا
والنّخبُ الثّالثُ..
أنْ ننسى..
و"نلفلفَ "كلَّ قضيّتنا
قولوا آمينْ
.
والنّخبُ الرّابعُ..
أنْ نظهرَ بالصّدفةِ بينَ المحتفلينْ
لنهنئ "بالدّولةِ "أبناءَ عمومتنا
ونقول لهمْ
هابي نيو ييرَ..
لنا ولكمْ
قولوا آمين
.
والنّخبُ الخامسُ..
نرفعهُ..
ونقولُ:بصحّةِ أمّتنا
وبصحّتكم
وبصحّتنا
وبصحّةِ كلّ المدعوّينْ
.
ستّونَ ..
احتفلوا بالسّتينْ
الكعكةُ..
خارطةُ فلسطينْ
والشّمعُ الأبيضُ..
أطفالٌ عربٌ في العتمةِ يحترقونْ
والعربُ..
همُ العربُ..
لديهم آذانٌ من طينٍ وعجينْ
العربُ كما كانوا دوماً..
لا يكترثونْ
وإنِ اكترثوا لا يجتمعونْ
وإن اجتمعوا لا يتّفقونْ
لنْ يزعجكم أحدٌ منهم..
فابقوا سعداءَ ومسرورينْ
وأديروا الكأسَ وراءَ الكأسِ..
على أفواهِ المحتفلينْ
.
هابي نيو ييرَ..
لنا ولكم..
ولوطنٍ أصبحَ كالكعكةِ..
يؤكلُ بالشّوكةِ والسّكيّنْ
.
هابي نيو يير..
لكلِّ منافينا..
ولكلِّ المنفيينْ
هابي نيو ييرَ..
لمن باتوا يوماً في حسرةِ كيسِ طحينْ
هابي نيو يير..
لمن ماتوا جوعاً في حسرةِ كيسِ طحينْ
هابي نيو ييرَ..
لأطفالٍ ولدوا لقطاءَ ومكتومينْ
الوطنُ..
خيامُ الأونروا..
والجّنسيّةُ..
دفترُ تموينْ
والأسماءُ..
عليٌّ أو يحيى أو ياسينْ
لافرقَ..
الكنيةُ واحدةٌ.."إرهابيونْ "
هابي نيو ييرَ..
لقتلانا
في رفحَ و في غزّةَ وجنينْ
ونعاهدهمْ..
إنّا معكمْ نشجبُ ونُدينْ
ونقيمُ لكم في كلِّ صباحٍ ومساءٍ..
حفلةَ تأبينْ
نعتصرُ الدّمعَ لمن قُتلوا..
ونشدُّ على أيدي النّاجينْ
.
هابي نيو ييرَ..
لأسرانا
مِن سنةٍ أو من عشرِ سنينْ
ونبشّرهم بثوابِ الصّبرِ..
فصبراً حتّى يومِ الدّينْ
صبراً..
والصّبرُ كملحِ البحرِ..
ترسّبَ في أحداقِ الأطفالِ الباكينْ
صبراً..
شبنا من طولِ الصّبرِ..
وشابَ الليلُ..
وشابَ الفجرُ..
وشابتْ أغصانُ الزّيتونْ
صبراً..
والصّبرُ تفشّى فينا كالجّدري وكالطاعونْ
.
ستّونَ..
ونحنُ هنا باقونْ
ننتظرُ النّصرَ الطالعَ من كتبِ التّاريخِ..
ومن مصباحِ علاءِ الدّينْ
.
ندخلُ من أبوابِ الجامعِ..
في يومِ الجّمعةِ منكسرينْ
نسجدُ للهِ ونسألهُ..
أن يسحقَ جيشَ المحتلّينْ
ويشتّتَ شملَ المحتلّين
ويفرّقَ جمعَ المحتلّينْ
وإمامُ الجّامعِ فوقَ المنبرِ..
يخطبُ مثل صلاحِ الدينْ
والنّاسُ على سجّادِ الجّامعِ..
مثل جنودِ صلاحِ الدّينْ
كرٌّ..
فرٌّ..
وغبارٌ وخيولٌ وحرابٌ وسكاكينْ
راياتٌ تُرفعُ في حطّينْ
راياتٌ تسقطُ في حطّينْ
والرّومُ على سجّادِ الجّامعِ..
يندحرونْ
وعلى أسوارِ القدس وعكّا..
ينتحرونْ
نخرجُ من أبوابِ الجّامعِ..
في يومِ الجّمعةِ منتصرينْ
ونعودُ إلى أحضانِ الصّبرِ..
ونقنعُ بالدّنيا والدّينْ
ويظلُّ على سجّادِ الجّامعِ..
أهلُ فلسطينَ المحتلّةِ منسيّونْ
.
يا ناسُ..
أهذا ما علّمنا اللهُ..
وما علّمنا الدّينْ
هل كانت أمّتنا..
أمّةَ فتحٍ كانتْ..
أم أمّةَ شحّاذينْ
لو شاء اللهُ..
لشتتّت شملَ المحّتلينْ
وفرّقَ جمعَ المحتلّينْ
وأعادَ لنا الوطنَ المُحتلَّ..
بكنْ..
فيكونْ
لكّنَ النصرَ له فلسفةٌ..
لا يفهمها الأمّيونْ
.
مرّتْ ستّونَ..
كما مرّتْ يا ناسُ قرونْ
فمتى يستيقظُ فينا الماردُ..
ومتى ينتفضُ التّنينْ
ومتى ننصبُ في ليلِ القُدسِ لغاصبها..
مليونَ كمينْ
ومتى نتفجّرُ كالألغامِ..
لنقطعَ أقدامِ الباغينْ
ومتى نقتلعُ براثنَ " إسرائيلَ "..
وننتفُ لحيةَ حارسها شمشونْ
ومتى نفهمُ تكتيكَ النّصرِ..
ونفهمُ معنى كُنْ فيكونْ
ياناسُ..
سئمنا..
ومللنا..
من دورِ العاقلِ
فمتى ياناسُ..
نجرّبُ دورَ المجنونْ