تحية فيصل الصغير - بدوي الجبل

رمقتك العيون حبّا و وجدا
و فتحنا قلوبنا لك مهدا

رنوات من مقلتيك إلى الصحراء
رفّت بها عطورا و وردا ...

نوّرت ضحكة الطفولة و الملك
بأحلى من النعيم و أندى

***

ضجّت البيد بالسؤال فنجد
من ذراها العذراء يسأل نجدا

لمن الرّكب كالنبوّة عطرا
و كنعمائها فتوحا و رشدا

بورك الطّفل يعشب الرّمل يمنا
و يضوع الهجير ظلاّ و بردا

نفحة الملك و النوّة و الفتح
فمن ساقها إلينا و أهدى

موكب مرّ فالرّمال عيون
تنسب القادمين خالا و جدّا

و إذا مشرف من الرّمل عال
شهد الفاتحين جندا فجندا

مرّ في جفنه سنا الملك الطّفل
فثنّى بلمحة و استردّا

عرف الأصيد المتوّج نورا
من أبيه الهادي و فرقأ و خدّا

فدوّت في الظلام زغردة البشرى
تجوب الصحراء قربا و بعدا

و أفاق الغزاة فالفارس المعلم
يبلو سيفا و يمسح غمدا

و حنا عالم من الفتح و الذكرى
على فيصل و حيّا و فدّى

***

يا بناة الحدود لا تعرف الصحراء
في زحمة الأعاصير حدّا

لا تغرّوا فإنّ في النفس كبرا
يتنزّى و إنّ في الصّدر حقدا

و سجايا الرّمال فينا فما
يرقب إلاّ طغيانها حين تهدا

الرّنال السّمراء ظمأى إلى
الماء و تسقي الدّنيا إباء و مجدا

***

ملك الشام لا أدري عدوّا
جمعت كفّه الحتوف فشدّا

زيّن الفصر قصر جدّك و اطلع
في الرّحاب الزهراء يمنا و سعدا

و أذن الشّعر يسكب العطر في
القصر وفاء و كبرياء و حمدا

زغردت باسمك النديّ العذارى
فجرى في الشفاه خمرا و شهدا

هاشم و العزيز من عبد شمس هيّآ حلم فيصل و أعدّا

***