إذا أوحش الكون ُ . . - بيان الصفدي

إذا أوحش الكون يا نجمتي
و لم يبقَ فيه سوى ظلمة جامده
و لم يبق َ غير الصدى
و حفيف الستائر ِ
و الليلُ كالجثة الهامده
سأفتح قلبي
أعانق هذا المساء الضريرَ
و أسكب كأسي الوحيدةَ َ
في الشرفة الباردهْ
أضم ُّ الجناح الكسيرَ
و أجمع ذكراك بين يديَّ
و أركض في فلوات المحبة ِ
أركض . . أركضُ . .
حتى تصير الحصى أنجماً
و تصير الدروب أغاني
فأبتل في نبع كفيك ِ
أرحل في شعلة القلب ِ
كالنار حتى أراك ِ
و أولد في كل ثانية من جديدْ
و أغفو على ساعد الحلم ِ
أرسم ظلَّك ِ
أخلق كل التفاصيل ثانية ً
و أعيدْ
و في لحظة ٍ
بعد أن يوحش الكون أكثرَ
أشعر أنك ضعت ِ
ولفـَّك في هدأة العمر ِ
ليل المنافي البعيدْ
و لم يبق لي غيرْ عينيك ِ
تقتحمان علي الهدوءَ
تذوبان في القلب ِ
تختلطان مع الدم ِ
عيناك وحدهما ما تبقــَّى
ليبقى لهذي الليالي
شرارة ُ أن تتدفـَّأ . .
أن تترقـَّب ما سوف تحمله ُ
شمسها من جديد ْ.