على وشكِ الرخام - حسن إبراهيم الحسن

... طِرْ يا حمامي ...
صاعِداً برجَ القوافي نحوَ هاويتي أسيرُ
على ارتباكِ الحرفِ متَّزناً كأنّي فكرةٌ
بينَ التأمُّلِ و الكلامِ
كأنَّني الضلّيلُ يجذبُ خطوتي المُلْكُ المُضاعُ
- و ربَّما حتْفي - إلى طرقِ الشآمِ
أسيرُ .. يتبعني صدى خزَفِ السنينِ /
جرار عمري وَهْيَ تسقطُ من ورائي كالممالكِ
كلَّما قلتُ استعدتُ ممالكَ النسيانِ داهمني الرفاقُ
الغائبونَ فقاسموني ملحَ أغنيتي و عاثوا في منامي
كلَّما قلتُ استفقتُ منَ الحنينِ ، تخطَّفتني
شهوةُ الحلمِ المراهِقِ :
فلتهبّ الريحُ - ريحُ الحبِّ - إنّي ساكِنٌ جداً /
على وشكِ الرخامِ
أسيرُ ، لكنْ هذهِ الأرضُ اللَّعوبُ تخونُ خطوي ،
كلَّما غادرتُ دارتْ عكسَ دربي
كي أعودَ إلى البدايةِ في الختامِ
يشدُّني طِفلٌ على الشرفاتِ يهتفُ في المدى :
طِرْ يا حمامي ...
* * * *