تناص فرعونيٌّ - حكمة شافي الأسعد

المكانُ هنا قطعةٌ من ثلوج ِالحكاياتِ ..
بحرٌ قديمٌ ..
رميتُ له خبزَ ذاكرتي وانتظرْتُ.
حزنتُ على البحرِ من شدّةِ الملح ِ
والبحرُ نصٌّ، ستُغرِقُ روحي حداثتُه/
دفترٌ .. أستغلّ به حاجتي للبعيدةِ
أو للحياةِ على مرفأٍ ترتديهِ البلادُ انتظاراً لعودتِها./
البلادُ ..
البلادْ ..
كلُّ نفيٍ تعودُ البلادُ هدايا .. هدايا ..
ولي حصّةُ الخوف ..
لي حصّةُ السيفِ ـ سيفِكِ ـ فوقَ الطيور.
هدايا ..
هدايا ../
رفعنا مجرّتنا
وانتصرْنا على قمرٍ نلتقي تحتَهُ،
ومضيتِ إلى جهةِ الخوف ِ..
ينقصُنا غَرَقٌ كي نؤمَّ الشواطئَ نحوكِ، إذْ يحتويكِ المدى.
أنتِ نوتيُّ قلبي
فقودي المراكبَ نحو الهدى.
من صداكِ، الذي يتمدَّدُ مثلَ رمالٍ على شاطئ اللّيل،
يخرجُ بحّارتي
يرفعون الصواري على حُلُمٍ لا ينام ..
ولا ينتهي أبدا.
من صداكِ سيخرجُ بحّارتي ..
سوف أخرجُ ..
تتبعُ صوتي الخيامُ،
سأخرج كي أستردّكِ من قمرٍ ناقصٍ.
ثُرْتُ حين رَمَوْكِ إلى اليمّ سرّاً
ولم تلتقطْكِ هنالك أختٌ تُطمْئنُ ضفَّتَنا عن وديعـتنا للإله
وأصبحتِِ مُلْكَ الملوكِ
وجوهرةَ القصرِ.
شدّوا لسانَكِ بالجمرِ حين نطقتِ
ولم ينتقمْ زمنٌ للكلام الأخير ../
وظلَّ الحنينُ يُعيدُ صداه أمامَ المرايا:
بكيتُ على الموجِ من شدّةِ الرّيح ..
تكسرني فكرةُ الموتِ منتظراً أنْ تعودَ بقاياي يوماً
إلى مرفأٍ ترتديه البلادُ انتظاراً لعودتها قطعةً .. قطعةً من ثلوجِ الحكايات/
ترتيلةً /
طائراً يُزعجُ الصدرَ ليلاً ، و يُدخلني في الصدى /
حُلُمَاً لا ينام ..
ولا ينتهي أبداْ.
*
2003