زنبقة الرحيل - حكمة شافي الأسعد

( سوداء .. سوداء، كلون القلق والموت.. كلون آخر الأشياء ):
*
أعرفُ الآنَ أنّي خيامٌ
تفتّشُ جاهدةً عن بداوتها في الرحيلِ،
وأعرفُ أنّ الغريزةَ كفٌّ
تشدُّ الجيادَ إلى أوّلِ النهرِ
حيث مضى الصيفُ، وانكسرتْ جرّةٌ بعدَهُ.
كلّما مرّ بي هاجسُ النهرِ، جهّزتُ أغنيتي والخيامَ،
وقلتُ: سأغسلُ قلبي لينبتَ بين جوانبه العشقُ.
رقّتْ سمائي كثيراً ..
بدأتُ وحيداً، وصرتُ كثيراً،
وخفتُ على فرحي من عبور الطوائفِ فيه،
قنعتُ بحدسي ..
وأنكرني " الزنزلختُ "( تعرّتْ يداهُ على الدربِ حين مضى ما مضى من عـبور الطوائف فوق الحمامِ.)/
مضى ما مضى ..
ليس لي أن أعيدَ الحمامَ إلى عشّهِ،
ليس لي أن أقولَ: غيابُكِ يؤنسني،
ليس لي أن أقودَ الجيادَ إلى أوّل النهر.. أو أوّل الحبِّ
محتفياً بالذي قد مضى،
ليس لي ../
بعدكِ الآنَ أعرفُ أنّي خيامٌ
تفتّشُ جاهدةً عن بداوتها../ أو حضارتها
في الرحيلِ،
وفي جرّةٍ كُسِرتْ بيننا.